الأزمة في سورية فتّشت جيوب تجار وعزّزت خزائن الزعران !!
الأزمة الاقتصادية في سورية تركت آثارها على مجتمع التجار والصناعيين، ومن يتابع هذه الآثار يكاد لا يصدق فمنهم من خسر معامله، ومن خسر معداته ومنهم من خسر زبائنه، ومنهم من خسر مهنته وسمعته في الأسواق، وأصبح يسعى لإكمال معيشته بأي طريقة كانت، وخاصة بعد أن ضعف جسده ومات أمله لهول الخسارة والفاجعة، ومنهم من لملم ما يمكن لملمته وهاجر خارج البلد، ومنهم من سعفه الحظ واستطاع إعادة الوقوف، ومنهم من انكسر ولا يمكن تجبيره وتلقى الصدمات المتتالية .
وفي المقابل صعدت فئة من الصنايعية لا علاقة لهم بالمهنة والأخلاق ركبوا الموجة وقدموا منتجات لا تمت للجودة بصلة، وعبارة عن تمشاية حال، وشوهوا سمعة الصناعة السورية، وتصدروا المنابر والسوق الإعلانية للوصول إلى تحقيق الأرباح دون رادع أخلاقي أو اجتماعي، وهم في الحقيقة مكانهم خلف القضبان على هذه المنتجات الزبالة التي يطرحونها في الأسواق .
وفي مجتمع التجار أيضاً تحوّل أكبر تاجر في تجارة الموازيين إلى البيع في سوبر ماركت بعد أن تآكل رصيده وخرج من سوق الاستيراد هو وخبرته وسمعته ومهنته وعدم قدرته على العمل بأخلاق في مجتمع التجارة، ويلاحق بعض التجار للفوز ببعض المنتجات ليعرضها في محله المتواضع ويعتاش منه في الحد الأدنى .
الرجل السبعيني يقول أنا التاجر الوحيد الذي كنت أعمل في تجارة وصيانة الموازيين الالكترونية، واليوم مع هذا الغلاء الكبير قلّ الطلب إلى الحد الأدنى، ولدي بضاعة مكدسة في مستودعي منذ عام 2006 ، وبسبب الظروف غير العادلة في التجارة خرجت من السوق، وأعمل حالياً في صيانة بعض الموازيين وبعد أن قلّت فتحت سوبرماركت حتى اعتاش منها .
حال الرجل السبعيني حال الكثيرين من التجار الذي يؤمنون بأخلاقهم ويرفضون الغش والتدليس والتزوير ويعملون بنور الله وأرباحهم واضحة، وحالهم اليوم يقول إن البلد لا يمكن العمل فيها كون جو التجارة غير نظيف، ولا يمكن منافسة من يزور الوثائق وشهادات المنشأ وغيرها من أعمال رزيلة يقوم بها بعض المستحديثن من المستوردين، وهناك حملة تفتيش كبيرة عليهم في ميناء اللاذقية .
اليوم من يدعي أن مجتمع التجارة بخير وأن الأجواء منافسة وشريفة عليه أن يراقب اجتماع وزير التجارة الداخلية عند اجتماعه مع فئة من التجار لمستوردين مادة معينة يجد أن كبار المستوردين يعدون على أصابع اليد الواحدة، وهم يعملون ضد بعضهم ومنافستهم ليست في التجارة بل بالواسطة، والحصول على حصرية القرار بالتزوير أو باللف والدوران، وصغار المستوردين الذين يحترمون مهنتهم وسمعتهم يرفضون الدخول في هذا الجو الملوث بالفساد كون كرامتهم لا تسمح لهم العمل خارج القانون أو سماع كلمة من جهة هم بالغنى عنها.
للأسف هذا ما حدث في سورية أن مجتمع التجارة والصناعة خلال الأزمة البعض منهم فتّشت الأزمة جيوبه وخسائره تحتاج إلى معمل حبوب تخفيف الضغط، والزعران منهم خزائنهم مكدسة بالمال القذر وملفهم أسود، ومن حق الدولة الاستفادة من هذه الخزائن التي عُمرت بالفساد والسرقة من جيوب المواطنين وأساءت للصناعي والتاجر السوري.
الساعة 25: طلال ماضي