بعد 130 دورة.. مهرجان التسوق فقد قيمته وبريقه وإنعاشه إعلامياً لن يعيده إلى الحياة
الساعة 25: طال ماضي
بعد أن دار مهرجان التسوق الشهري صنع في سورية 130 دورة في المحافظات والمناطق السورية، فقد هذا المهرجان قيمته وبريقه، كون الأسعار الذي يقدمها نفس أسعار الأسواق، وتفرق فقط عند الشراء كعروض وبمبالغ زهيدة فرنكات قليلة.
وكل ما يشاع عن البيع بأقل من سعر السوق بنسبة 30 بالمئة مجرد تصريحات إعلامية غير مسؤولة، وما تحاول بعض الشركات ضمن السوق الإعلان عن فروق السعر في المعرض والسوق غير دقيق، وأي فرق في الأسعار للقطعة الواحدة إن وجد لا يتجاوز 100 ليرة للقطع التي سعرها أكثر من 3000 ليرة، وبعض القطع كالألبسة والأحذية يتم التساوم على سعرها وهذا يدل على أن البيع يتم لأعلى سعر ممكن، أما القطع الصغيرة فقط عليك أن تشتري أكثر من 3 قطع حتى توفر 200 ليرة، وهذا التوفير لا يستحق إقامة هذا المهرجان بحجة تقديم منتجات بأسعار مخفضة .
صحيح أن ظاهرة المهرجان ومحاولة الوصول إلى جميع الأماكن هي من حيث المبدأ صحيحة، لكن حتى زوار المهرجان لم يعد يعنيهم خبر افتتاح المهرجان هنا أو هناك، كون القائمين على تنظيمه لم يقدموا أي قيمة مضافة بعد 130 دورة، ولم تساعدهم الظروف على تخفيض الأسعار، ولا حتى على العروض التي تهم الأسر، بل بعض المنتجين رفع أسعار المهرجان بعد خبر زيادة الرواتب والأجور، والعرض الوحيد الذي يقدم ويشاهده الزائر هو عرض شراء "الشيبسات" فقط.
وحتى ميزة التذوق خفّت إلى درجة كبيرة وأصبحت الشركات تقنن بها، وغابت الليرات الذهبية، وتحولت السحوبات من كامل السوق إلى قيام بعض الشركات بوضع صناديق للسحوبات بمفردها، وهذا دليل على أن السوق وصل إلى مرحلة الازدهار وهو اليوم يحتضر وعلى غرفة صناعة دمشق وريفها التفكير بالبديل.
من ينظر إلى تكاليف إقامة المهرجان والدعم الذي يتلقاه من المحافظات بحسب رئيس اللجنة المنظمة، والتوفير الذي يعود إلى المواطنين يجد أن ما يصل إلى جيوب المواطنين فرنكات قليلة تجاه الدعم والمصروف، وهنا يقودنا السؤال إلى الغاية التي وجد من اجلها مهرجان التسوق، وهو تقديم سلعة بأسعار مخفضة، فإذا غاب التخفيض أصبح الهدف فقط تقديم سلعة والحصول على الدعم الإعلامي المجاني بحجة أنه مهرجان ونقدم خدمة للمجتمع .
صحيح أن المهرجان خلال دوراته الماضية هناك تفاوت في نجاح هذه الدورات بين منطقة وأخرى، وبين مكان وآخر، وجذب ملايين الزوار خلال السنوات الماضية لكن اليوم زوار المهرجان من دون شراء أو الشراء في الحد الأدنى، وهذا دليل إضافي على أن المهرجان فقد قيمته وبريقه وعلى المعنيين البحث عن بديل، وعدم الاستمرار بفكرة غير مجدية لا تسويقياً لأصحاب الشركات ولا توفيرياً للمستهلكين والنفخ في أفكار ميتة عبر الإعلام لن يعيدها إلى الحياة.