صراع الديوك في الدواجن ..من أكل البيضة والتقشيرة ؟!!
في الوقت الذي فتح فيه وزير الزراعة النار على مؤسسة الدواجن والتقصير الموجود في بعض المؤسسات، وارتفاع كلف الإنتاج في مؤسسة عن أخرى نجد أن بعض المؤسسات التي حولها علامات استفهام تعتلي منصة الثناء، وبقدرة قادر تتحول علامات الاستفهام إلى شموع فخر واعتزاز، والسؤال من أكل البيضة ومن أكل التقشيرة ؟ .
ولمن لا يعلم أن سعر كيلو الفروج الحي ارتفع إلى 23 ألف ليرة، والشرحات لامس 50 ألف ليرة في الوقت التي قدمت الحكومة الدعم اللازم لهذا القطاع، وبقدرة قادر وعلى الرغم من ارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء حوالي ألف ليرة سورية، انخفض سعر الفروج الحي 8 آلاف ليرة في معادلة غريبة عجيبة وغير مبررة، وفي نفس الوقت ارتفع سعر صحن البيض إلى 26 ألف ليرة في الأسواق، وما زال متربعا على هذا السعر ، والسؤال من هي الديوك التي تتصارع في الدواجن، ومن يمسك قلم التسعير، ومن يفرض سعره في الأسواق، هل هو القطاع الخاص؟ أم منشآت الدولة ؟!.
والجميع يعلم أن الكشوف والتقارير الدورية تؤكد أن هناك خللاً واضحاً في نظام التربية، وخاصة كشوف الفروقات الإنتاجية الكبيرة بالمعايير بين منشأة وأخرى، وحديث رأس الهرم في وزارة الزراعة الموجه للمؤسسات الخاسرة، ومنهم من تم الثناء على ترهله هو حديث صادم التوجه نحو إغلاق المنشات وطرحها للاستثمار، ودعوة بعض الموظفين للانسحاب من العمل، وعدم الاستعداد للتغطية على أي فاسد .
عندما تسمع هذا الكلام من رأس الهرم في الوزارة ينتابك شعور غريب، وجود فساد وخسارة وتقصير وتزوير ورقابة وتدقيق وتهديد بالإغلاق وتغطية على فاسد، لماذا يتم السماح بالوصول إلى هذا الدرك من الفساد في المؤسسة؟ أين كانت المتابعة قبل سنوات؟ وكيف يتم التلاعب بالأسعار بفروقات كبيرة ويتم التسعير بقرار يخالف قواعد السوق، وإذا كانت المعلومات متوفرة بين أيديكم لماذا الانتظار ؟ ، وإذا كانت تعليمات التنمية الإدارية تقول بعزل كل من لديه في سجله الإداري عقوبة تفتيشية لماذا لا يتم عزلهم؟ ولماذا الإصرار على إطلاق التصريحات النارية وترك الواقع ينهشه الفساد والتجاوزات؟، وكل رئيس دائرة يعتبر مكتبه مزرعة خاصة، ولماذا التغطية على الفاسدين؟ وما هو المبرر من نشر هذا الغسيل؟!
لا نعلم صراع الديوك إلى أين سيؤدي بنا؟ هل سيجبرنا على أكل التقشيرة ونحن نضحك ونعرف أن البيضة تم سرقتها منا؟ ونعرف السارق وندعي له بطول العمر الإداري؟ أم نستسلم ونعلم أن العجز وتخصيص منشات الدولة التي كانت تنافس الدول العربية والمجاورة وتعلمها أصول التربية والإنتاج هو قرار ليس في مصلحة البلد ومع ذلك نصبو إليه.
أم سيبقى صراع الديوك مستمرا كون الفساد المالي يغطى بعرف أحمر، والتضحية بفاسد بقلم أخضر، وتتويج من حوله علامات استفهام وترك من برقبته تقارير تفتيشية يأكل التقشيرة ويطعم أسياده البيضة ؟!! .
الساعة 25: طلال ماضي