في الحروب الأطفال هم الخاسر الأكبر
السويداء25- نادين العريضي:
في ظل الحروب والأزمات تزداد فرص تعنيف الأطفال وإهمالهم والتي ربما تترك جروحاً عميقة ودائمة يتأثر بها الطفل مهما كان عمره الزمني، السويداء25 سألت الدكتور أيهم أبو خير الاختصاصي في الطب النفسي وعلاج الإدمان عن التأثير النفسي للجرائم التي حدثت في المحافظة فقال:
"أصوات الرصاص والأصوات العالية والمشاهد المؤلمة وفقدان أحد أفراد العائلة أو أكثر كلها ظروف ضاغطة يمكن تسميتها عنف وطبعاً سيتأثر بها الأطفال، فالعنف ليس جسدي فقط هناك عنف معنوي، حتى الأشخاص الذين لم يتعرضوا للعنف الفعلي تؤثر بهم المشاهد نفسياً وتسبب لهم ضغطاً ربما ينعكس تعنيفاً لأطفالهم جسدياً أو لفظياً (نقل الضغط منهم لأطفالهم وهذا ما نسميه إزاحة)، فالصدمة لا تقتصر على عيش التجربة ولكن رؤيتها أمامك أو السمع بها يسبب صدمة، وقد يتعرض لها أيضاً الذين يعملون في مجال الإغاثة أو الإسعاف أو الموجودون على خطوط الجبهة للدفاع أيضاً".
ويؤكد الدكتور أيهم أن الأطفال هم الفئة الأكثر تأثراً وتظهر علامات القلق أو العنف لديهم على الشكل التالي:
"مشاعر عميقة بالضرر وعدم القيمة وعدم القدرة على التعبير عن المشاكل.
عدم القدرة على بناء العلاقات مع الأقران ونقص في تقدير الذات والميل للانطوائية ونقص في التفاعل الاجتماعي.
التطرف في التصرفات (إذعان مفرط، إلحاح مفرط، عدوانية).
عدم إظهار التعلق بالوالدين أو التعلق المفرط بهما.
حذر ويقظة دائمان ومشاكل في النوم والشهية ورعب ليلي في بعض الأحيان.
تراجع في التحصيل الدراسي وتأتأة وسلس البول.
سلوكيات غريبة مثل (قضم الأظافر – مص الإصبع – نتف الشعر)".
وبالحديث عن التأثير النفسي للجرائم التي حدثت على الأطفال الذين شاهدوا ذويهم أمام أعينهم يقتلون قال أبو خير:
"غالباً ما يتعرض هذا الطفل لاضطراب صدمة وهذا الاضطراب له مراحل ففي البداية يمكن أن يحدث عنده "ذهول" فلا يدرك خطورة ما حدث وقد يستمر لفترة من الزمن، أو يحدث معه العكس "اندفاعية" كالعنف والضرب ولكن بشكل غير واعي وهذا ما نسميه الرفض أو الإنكار، ولكن بعد فترة يبدأ "بالمساومة" أي التأقلم مع الواقع ولكن مازال في مرحلة بين الرفض والقبول يرافقها مشاعر غضب وحزن وأعراض جسدية كضيق نفس وخفقان قلب ووجع رأس وتشنج كولون ونقص شهية، وفي مرحلة لاحقة يصبح عند بعض الأطفال قبول للواقع وهذا يتبع لشخصيته وقدرته على التكيف والبعض الآخر قد يتحول عنده لاضطراب يحتاج لعلاج"
ويضيف أبو خير في هذه الفترة يلعب الدعم النفسي دوراً مهماً ولكن يجب أن يكون عن طريق اختصاصيين لأن كلمة واحدة خاطئة قد تعطي مفعولاً عكسياً ومن هنا مسؤوليتنا كبيرة مع الأطفال من خلال:
التواصل والإصغاء الفعال لهم وأن نُعْلِمهم أننا مستعدون لمساعدتهم مما يسهم في كسب الثقة والشعور بالأمان.
دمج الأطفال في برامج وأنشطة هادفة تساهم في تخفيف الآثار السلبية وتعزز القدرة على التعبير.
الحفاظ على النشاط اليومي المعتاد من نوم وطعام ولعب ودراسة.
تعزيز السلوك الإيجابي وطلب مهمات بسيطة منهم تناسب عمرهم العقلي مما يساهم في تعزيز الثقة بالنفس.
وأخيراً تقديم الخدمة التخصصية من طبيب نفسي أو معالج نفسي حسب الحاجة لذلك.