2018 Aug 08

محطات معالجة الصرف الصحي المنزلية .. هل تكون البديل الأنسب في السويداء؟؟

السويداء25- سهيل حاطوم:

تمثل مشكلة الصرف الصحي هاجساً مقلقاً للمواطنين في محافظة السويداء وإحدى أبرز المشكلات التي لا يختلف اثنان على حجم مخاطرها على البيئة والإنسان معاً، نظراً لما تسببه من تلوث لمصادر المياه الجوفية والوديان الموسمية والمسيلات المائية والسدود والأراضي الزراعية والمياه والغطاء النباتي والبيئة المحيطة عدا عن انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة والأوبئة.

وما يزيد الطين بلّة تعثر عدد من مشروعات محطات المعالجة في المحافظة وعجز الوحدات الإدارية عن تنفيذها في ظل عدم توفر التمويل اللازم واضطرار الأهالي إلى الاعتماد على الجور الفنية التي لا تعد حلاً مجدياً بسبب طبيعة الأرض في المنطقة وما تتطلبه من مبالغ كبيرة لأعمال الحفريات وعمليات الشفط والسحب والتي تفوق قدرة الأهالي على تحمل تكاليفها المرتفعة.

وأمام هذا الواقع، بالإضافة لارتفاع تكاليف مشاريع الصرف الصحي وكلفة تخديم الفرد الواحد في الشبكة ومحطة المعالجة بسبب الطبيعة البازلتية للمحافظة، تبرز محطات المعالجة المنزلية كأحد الحلول البديلة لمعالجة مياه الصرف الصحي والاستفادة من المخلفات البشرية التي تسبب التلوث البيئي.

ويرى الخبير في مجال استخدام الطاقة الدكتور محمد قرضاب أن وحدات معالجة مخلفات الصرف الصحي المنزلية تسمح للأسرة بالتخلص من مخلفاتها وتدوير مياه الصرف واستخدامها في حديقة المنزل بعد معالجتها وتصفيتها، مبيناً أن تقنية الغاز الحيوي تشكل وسيلة مهمة لمعالجة تلك المخلفات البشرية وتخليص أهل الريف والبيوت المعزولة عن شبكات الصرف الصحي في المدن من المشاكل التي يواجهونها من المخلفات التي يمكن معالجتها باستخدام وحدات تخمير لا هوائية أو وحدات جاهزة مسبقة الصنع تعتمد على حجز بكتيريا التخمر داخل المخمر.

وأشار قرضاب إلى أن الأسرة المكونة من 10 أفراد تحتاج إلى مخمر بحجم كلي يعادل نحو متر مكعب واحد ووحدة تصفية حجمها 2 متر مكعب يتم هضم معظم المواد العضوية داخله ويخرج الماء شبه رائق، حيث يسمح حجم المخمر بتجميع المواد العضوية المتبقية داخله لعدة سنوات ويتم إجراء معالجة ثانوية للمياه الخارجة منه بإجراء عملية تصفية فيزيائية لمياه تكاد تكون خالية من المواد العضوية وشبه نقية ويمكن استخدامها في ري الأشجار ونباتات الزينة المحيطة بالمنزل والحصول أيضاً على الغاز.

وأوضح قرضاب الذي نفذ هذا المشروع ضمن منزله منذ عدة سنوات وأعطى نتائج جيدة أن تكلفة المحطة الواحدة لمعالجة مخلفات الصرف الصحي للقرى الصغيرة تبلغ حوالي 450 ألف ليرة ويمكن أن تخدم عدة أسر متجاورة ومعالجة المشكلة دون الحاجة إلى عمليات صيانة، إضافة للتوفير في المبالغ المرصودة لتنفيذ شبكات الصرف الصحي، مبيناً أن استخدام هذه التقنية سيرفع من مستوى معيشة أهل الريف والسكان الذين يعيشون في أطراف المدن وينعكس إيجاباً على حياتهم وبيئتهم، داعياً مركز بحوث الطاقة بالتعاون مع الهيئة العليا للبحث العلمي وجامعة دمشق إلى تبني هذا المشروع الرائد لمعالجة مخلفات الصرف الصحي ذات الحجم الأسري باستخدام تقنية الغاز الحيوي والتشجيع على تبنيها ونشر استخدامها في الريف السوري.

خاص