السويداء25- سهيل حاطوم:

تشير الأرقام والمعطيات إلى ارتفاع نسبة إجراء العمليات القيصرية خلال السنوات الأخيرة في محافظة السويداء بشكل ملموس نتيجة اعتقاد الكثير من النساء الحوامل أن العملية القيصرية أكثر سهولة من الولادة الطبيعية وتوفر عليهن بذل الجهد وبالتالي التخلص سريعاً من القلق ومتاعب وآلام الولادة.

وأظهر تقرير لمديرية صحة السويداء ارتفاع نسبة إجراء عمليات الولادة القيصرية خلال النصف الأول من العام الجاري رغم المخاطر والتحذيرات الطبية من مضاعفاتها حيث بلغ عدد العمليات القيصرية التي أجريت في المشفى الوطني بالسويداء ومشفى سالة خلال الأشهر الستة الماضية من هذا العام فقط /916/ عملية من أصل/2325/ عملية ولادة بنسبة وصلت إلى /39,39/ بالمئة.

وتوزعت عمليات الولادة في المشفى الوطني بالسويداء بواقع /1371/ عملية ولادة طبيعية بمقابل /866/ ولادة قيصرية وفي مشفى سالة بواقع/38/ ولادة طبيعية مقابل /50/ ولادة قيصرية خلال الفترة نفسها.

 ويشير أخصائي التوليد الدكتور/جميل زين الدين/ إلى أن انتشار العمليات القيصرية يعد إجراءً جراحياً حديث العهد ساهم في خفض نسبة الوفيات، ما حول الولادة لها بدرجة ملموسة، إلا أن نتائج إجراء العمليات القيصرية ليست أفضل للجنين من الولادة الطبيعية حيث أن اختلاطات العمليات القيصرية عديدة وخطرة خاصةً إذا ما أجريت بأيدٍ غير خبيرة، وقد يترتب عليها الوفيات الولادية العائدة للتخدير أو الخمج أو الحوادث الخثرية والنزف واندحاق البطن والعنق الجراحي وانسداد الأمعاء وتمزق الرحم إثر الحمل التالي ورضوض في المجاري البولية وموت الجنين وعسر التنفس وهي مظاهر أكثر مشاهدة في العمليات القيصرية منها بعد الولادات الطبيعية.

ويبين /زين الدين/ أن أهم أسباب ارتفاع نسب إجراء العمليات القيصرية يعود إلى زيادة نسبة الحوامل المسنات، وانتشار أجهزة مراقبة الجنين الإلكترونية وكشف مظاهر تألمه في مراحل مبكرة، والتوجه نحو توليد المجيء المقعدي عن طريق الجراحة القيصرية، والحد من تطبيق ملقط الجنين المتوسط، والمحيط العام لجو الحامل خلال مخاضها مثل ضغط الأهل وتخوفهم وقلقهم.

ورغم كل تلك المخاطر فإن اللافت أن معظم العمليات القيصرية تتم بطرق اختيارية دون دواعٍ طبية تستدعي التدخل الجراحي حيث أن نسبة لا يستهان بها من الحوامل يقبلن على الجراحة القيصرية الاختيارية ما يستدعي البحث والتقصي عن الأسباب الحقيقية وراءها.