أقدم حرف التاريخ مهددة بالانقراض .. 3 أشخاص فقط من أصل 80 يعملون بالفخار السوري
الساعة 25- منوعات:
يرجع تاريخ صناعة الفخار السوري إلى العصور القديمة. وتشير بعض المصادر إلى شيوعه منذ الحقبة الفخارية (بين 6000 و4000 ق.م)، في عصر “النيوليت” (العصر الحجري الحديث).
اليوم؛ تبدو الحسرة واضحة على وجوه جميع ممارسي المهنة، خوفاً من مستقبل قاتم يهدد بخلوّ البلاد من ممارسي “أقدم حرف التاريخ”، ما لم تتحرك جهة ما، لإنقاذ فخّار سوريا، وفخارها.
يجلس محمد سالم فاخوري على كرسي في مصنعه، في منطقة «السليمة» الصناعية، (قرب برزة في محيط دمشق). بيدين عمر خبرتهما 50 عاماً، يحرك عجينة صلصال موضوعة على دولاب متحرك، وسرعان ما تأخذ العجينة شكلاً ما. يعشق فاخوري، الفخار. كنية الرجل المنحدر من محافظة حمص، مشتقّة من المهنة التي ورث أسرارها عن عائلتي أمه وأبيه.
“حمص كان فيها حوالى 80 فاخورياً، يعملون في مهنة صناعة الفخار منذ 60 عاماً. اليوم، بقي منهم اثنان أو ثلاثة فقط، منهم أنا”، يقول محمد لصحيفة “الأخبار” اللبنانية، والابتسامة تعلو وجهه، فيما تواصل يداه العمل.
طرق فاخوري باب المهنة منذ كان في الصف الثاني الابتدائي، قبل أن يبدأ العمل على الدولاب في مطلع العشرينيات من عمره. سعى إلى تطوير مهنته، عبر إدخال الرسم والحفر، بعد أن صار شَيّ الفخار يتم بواسطة فرن كهربائي، «مصلحتنا تبدو بسيطة، لكن علينا أن نحسب حساب نسمة الهواء» يقول الرجل، ويشرح السبب «لو تعرضت قطعة الفخار للهواء من طرف واحد فقط، من دون أن يجفّ الطرف الآخر، لتخرّبت القطعة، ولضاع التعب».
ويقول فاخوري «اكتشف الجيولوجيون غضاراً مناسباً لمهنة الفخار، في المناطق الممتدة من القطيفة (ريف دمشق)، حتى مناطق ريف حمص، مثل تدمر وجب الجراح، وتبعد بأعماق متفاوتة عن سطح الأرض».
ويرى الخمسيني أن صنعته مهددة بالانقراض، إن لم تجد من يشجعها ويحرص على نقلها إلى أجيال جديدة. يقول «لم أعلّم أولادي المهنة، لأنها متعبة وذات مردود مالي قليل». ويضيف «الأزمة أنقصت كثيراً ممارسي الصنعة. معظمهم هاجر، ولم يبق سوى بعض الحرفيين المتناثرين في بعض المحافظات والمدن، كحلب والقامشلي. عدد هؤلاء غير مُحصى بدقة”.
المصدر: هاشتاغ سوري