بلدة في السويداء يعالج ساكنوها نفاياتهم
السويداء25_ تشرين
لم ينتظر أهالي بلدة الكفر في محافظة السويداء، عمال النظافة لكي ينظفوا بلدتهم.
فنظراً لضعف الاعتماد والحالة الاقتصادية السيئة للكثير من ساكني القرية قام الأهالي- والحديث لرئيس بلدية الكفر بدران بدران- بعدة مبادرات شخصية منذ بداية الأزمة وبعمليات التنظيف أمام محلاتهم، كما عمل الطبيبان محمد صادق وتيسير مرشد على شطف الرصيف، يوميا،ً الواقع أمام منزل كل منهما.
أما بالنسبة للمبادرة القيمة التي قامت بها ربات البيوت فقال بدران لـ«تشرين» إن عدداً كبيراً من نساء الكفر يقمن بغسل حاويات القمامة بالماء بعد تفريغها من قبل سيارة النظافة ولاسيما في فصل الصيف.
بدورها جمعية أصدقاء البيئة بالتعاون مع المجلس البلدي قامت بصناعة وتوزيع ما يقارب الـ 160 حاوية معدنية على الأسر الوافدة وبعض أهالي القرية كعمل رديف لمبادرة التنظيف المستمرة وتم رسم وكتابة عبارات بيئية تحث وتركز على موضوع النظافة ورمي القمامة في الحاوية ولاقت تجاوباً كبيراً من الأهالي.
كما قام أهالي قرية الكفر بمبادرة زراعة غراس حراجية في موقع القليب وذلك بخط كلمة الكفر بالغراس على السفح الجنوبي للموقع، إضافة لتجديد الغراس الميتة بشكل دوري.
وتم إحداث مخبز سيدات الكفر الذي يقوم بتشغيل 14 امرأة من أرامل ومطلقات..
من أعمال سكان القرية أيضاً تنظيف مجرى وادي الكفر وتنظيف مطار الكفر الزراعي السياحي بالتعاون مع جمعية (الداون تاون)، إضافة لإقدام المواطنين على زراعة غراس حراجية أمام وبالقرب من منازلهم كمبادرة شخصية لتجميل القرية، ولا ننسى دور جمعية رعاية الأسرة في الكفر التي تقوم بفحص دوري لجميع المواطنين وتوزيع الأدوية مرتين كل شهر للأطفال ومرة واحدة للنساء، حيث يتم ذلك في مبنى البلدية كتقدمة شخصية منه.
أما المبادرة الأهم والأكبر التي قام بها العم صالح مرشد وأنتجت ثقافة بيئية واسعة على مساحة قرية الكفر التي جاءت نتيجة تراكم النفايات في المكب وما تسببه من أضرار بيئية على البشر والشجر فهي مبادرة مشروع (تصنيف النفايات وتدويرها)، والبحث عن سبل بيئية صحية ومدروسة للتخلص منها، حيث بدأ بفرز المخلفات المنزلية وذلك بتقسيم النفايات على النحو التالي: بقايا طعام منزلي كقشور الفواكه والخضر والتخلص منها عن طريق تقديمها لمالكي الأغنام والمداجن في القرية، وثانياً بقايا الكرتون والورق وقشور اللوز والجوز وأي نوع من المخلفات القابلة للاشتعال، إذ تم تجميع حوالي 2 طن من هذه النفايات وتم وضعها في براميل مضافاً لها الماء ويتم تحريكها حتى الحصول على عجينة ثم توضع ضمن قوالب بلاستيكية بأشكال هندسية متنوعة تتناسب وحجمها في الموقد وتجفف بالشمس لتصبح جاهزة للاستخدام وقوداً للمدافئ في فصل الشتاء، ويشير بدران إلى أن وزن كل قطعة منها يتراوح بين 450- 500 كغ، حيث قمنا كمجلس بلدي بدراسة لمعرفة كمية استهلاك المنزل الواحد من هذه المادة خلال فصل الشتاء فتبين أن حاجة كل منزل تقارب 1200 كغ شهرياً أي بمعدل 40 قطعة يومياً، علماً أن التكلفة المادية لهذا المشروع (صفر) ليرة ما وفر وقت وعبء وجهد نقل هذه المخلفات إلى المكب حتى لا يبقى مرتعاً للحشرات والكلاب الشاردة.
كما تم توزيع حوالي 80 حاوية إضافة لأدوات نظافة مثل (أكياس البلاستيك- براميل وكريكات معدنية).
تلك المشروعات والمبادرات مدعومة من قبل جمعية أصدقاء البيئة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ودائرة العلاقات المسكونية والتنمية وتنفذه على أرض الواقع مجموعة كبيرة من أهالي المنطقة بكل قبول وروح رياضية.