تمتلك السيدة ناديا نجيب البحري ابنة محافظة السويداء مسيرة حافلة بالعطاءات والإنجازات بينها 13 عاماً في الاغتراب ونحو 20 عاماً في ميدان العمل الإنساني.

مسيرتها العملية بدأت بعد تخرجها في جامعة دمشق باختصاص العلوم الطبيعية عام  وزواجها من الأستاذ حسام القاضي الحاصل على الإجازة في الفيزياء والكيمياء، حيث عملا معا في عام 1980 ولمدة سنة في مركز الأبحاث بدمشق التابع لوزارة الصناعة.

في عام 1981 سافرت وزوجها إلى فنزويلا ، حيث شغلت منصب رئيسة اللجنة النسائية للنادي العربي في ماراكايبو في فنزويلا ، ولم يبرح الوطن من مخيلتهما ، وبقيا يحملان في قلبهما همومه و حبهما الكبير له.

 وخلال عملها في الاغتراب والذي استمر لنحو 13 عاما، أشرفت في النادي العربي على النشاطات الاجتماعية وإحياء المناسبات الوطنية والاهتمام بالفلكلور الشعبي ، وسعت جاهدة للإضاءة على هوية وتراث و عادات بلدها و تقاليدها وحرصت على تعليم أبنائها في الاغتراب..

في عام 1994، عادت وزوجها 
وأبنائها الأربعة إلى الوطن لتعليمهم اللغة العربية و تقريبهم من بيئتهم العربية، حيث نجحت وزوجها في جعلهم يرتقون سلم المجد ويحصلون على أعلى درجات التحصيل العلمي، محققين  نجاحات عدة رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهوها، حيث حصلت ابنتهم ليلى على الماجستير في الهندسة المدنية من جامعة دمشق، فيما تخرجت ديانا من كلية الصيدلة بجامعة القلمون و حصلت على الماجستير في الفيزيولوجيا من الجامعة الأميركية في بيروت، فيما تخرج رامي مهندس اتصالات و حصل على الماجستير في إدارة الأعمال ، أما مازن فهو حاليا في السنة الأخيرة في كلية الطب البشري.

وإلى جانب الاهتمام بالعائلة،  بدأت السيدة ناديا بالعمل في مقام عين الزمان عام 2004 ، حيث كانت البداية بتوزيع حصص غذائية على المحتاجين وإيصالها إلى منازلهم ، ومن ثم اتسع نطاق العمل وأصبح يتم توزيع السلل الغذائية عبر بطاقات في المقام نفسه.

وعندما ازدادت حاجة الناس الماسة لتأمين أدويتها ، بدأت فكرة تقديم الخدمات الطبية بإشراف و توجيه سماحة الشيخ يوسف جربوع، حيث تم البدء بالعمل من خلال غرفة واحدة يتم فيها توزيع الأدوية بشكل مجاني على المرضى ، مع تقديم بعض المعاينات من قبل عدد من الأطباء المتطوعين. 

و في عام 2014 ، تم إنشاء القسم الصحي في مقام عين الزمان لتقديم الخدمات الطبية المجانية لكافة المرضى وذلك للتخفيف من معاناتهم في ظل الظروف الصعبة ، حيث كلفت السيدة ناديا بإدارة القسم الذي تم رفده بعدة عيادات مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية ، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات والعلاج و المعاينات المجانية للمرضى المحتاجين من قبل نحو 50 طبيبا متطوعا من مختلف الاختصاصات ، إلى جانب صرف الأدوية بشكل مجاني بموجب وصفات طبية من قبل صيدلية في القسم يشرف عليها مجموعة من الصيادلة المتطوعين ، مع المساعدة من قبل القسم في دفع جزء من تكاليف العمليات الجراحية و بعض الأجهزة الطبية و التحاليل الطبية و النظارات.

الجدير ذكره أن عدد الخدمات المقدمة من قبل القسم الصحي في مقتم عين الزمان ، بلغت منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية شهر آب الماضي أكثر من 16 ألف خدمة طبية مجانية وبتكاليف إجمالية بلغت نحو 218 مليون ليرة سورية .

الساعة 25- سهيل حاطوم