نظام ال " جي بي أس" في أول اختبار له.. رسب بالدراسة والأداء والإقناع ونجح بالجباية
في أول مطب لعمل أجهزة ال "جي بي أس" في سورية بدأ يوم الخميس 8 حزيران الماضي مع ازدياد شكاوى زبائن الشركات الخاصة بالتوصيل والنقل والذين يعملون ولا تظهر سياراتهم على الأنظمة الخاصة بالشركات، ولم يتم طلبهم من قبل الزبائن والسرافيس التي ذهبت إلى تعبئة المازوت، وأخبروهم ليس لهم مستحقات، أو تم توزيع ليتر أو أكثر بقليل لهم ومسيرهم في اليوم كامل المسافة المحددة لهم.
المطب الأول لعمل أجهزة ال " جي بي أس" وبحسب خبراء تقنيين أن سببه التشويش كون الإشارة كانت تأتي وتذهب، وتم التأكد من وجهة النظر التقنية بتنزيل برنامج ال "جي بي أس ستيتوس " على أجهزة الموبايل، ولم يتم العثور على أقمار صناعية في السما كما هو العادة في وقت لا يوجد تشويش، كما كانت الأقمار تأتي وتغيب، ومن سبب هذا العطل أو التشويش ومتى ينتهي الله أعلم.
وهل كان هذا المطب مفاجأة غير مدروسة بالنسبة للهيئة الناظمة للاتصالات أو حتى للشركات التي تقدم خدمات عبر أنظمة ال " جي بي أس" للسرافيس والسيارات الخاصة والعامة ؟ ، وهل الاستمرار بهذا المشروع بعد الانتهاء من تركيب أجهزة ال " جي بي أس" على السرافيس، والعمل على تركيب الأجهزة على السيارات السياحية والخاصة، وهل قادرين على تجاوز هذا المطب وتقديم الخدمة بأدنى جودة؟ ، ولماذا لم تظهر جهة ما إن كانت محافظة دمشق أو هندسة المرور وتشرح للناس في الشارع ماذا يجري، وترك تناول الشائعات والأقاويل حول المنظومة وضرب مصداقيتها أكثر ؟ ، وهل تعلم محروقات أن الكثير من السرافيس نقلت أجهزة ال " جي بي أس" وركبتها على دراجات نارية أو هوائية وتعمل على تنفيذ الرحلات المطلوبة وفق الخطوط، وتتاجر بالمحروقات من دون خسارة أجرة سائق، واهتلاك آلية ووجع القلب وهذا الأمر تم التصريح عنه أكثر من مرة من قبل الجهات المعنية بالجي بي أس.
الجميع يسأل ما هو الحل؟ وهل هناك حلول بديلة؟ نقول لكم وبكل بساطة أن كل من قام باستخدام الطرق المأجورة في دول العالم وبعد ثواني من استخدام الطريق يدفع ثمن استخدامه بشكل أتوماتيكي من دون تعقيدات، كيف يحدث هذا الأمر؟ وهناك خبراء تقول إن البديل بوضع لصاقات الكترونية على السيارات مع وضع مستشعرات على الخطوط في بدايتها ونهايتها وضمن الخطوط هذه المستشعرات تقرأ عدد السفرات ومستحيل التشويش عليها، ويمكن ضمان أن السرفيس يعمل على خطه ونكون حققنا المعادلة بضبط السرافيس بالخطوط وتنزيل مسار على أجهزة السائقين لمعرفتهم المسافة التي تم قطعها وحصتهم من المحروقات، وما نود قوله إن البدائل متاحة لمن يود التفكير بالحلول، لكن لمن يفكر بالاشتراكات الشهرية فهو يبحث عن الجباية فقط.
واليوم بعد مضي 10 أيام على هذا المطب الذي دفع الثمن في الدرجة الاولى المواطن بدفع أجور النقل أضعاف الأجرة الحقيقية لعدم توفر وسائل نقل، وقيام بعض السائقين بتقاضي أجور زائدة، ودفع الثمن أيضا السرافيس العاملة والتي تعمل من أجل أن تطعم عدة عائلات.
نسأل أين هي الجهة الناظمة لهذا القطاع لماذا لم تصارح الناس بحقيقة الخلل التقني الذي حدث ؟ ، وكيف ستقنع الناس بدفع ثمن ال " جي بي أس" بالنسبة للسيارت التكسي العامة والخاصة مع تدني جودة الخدمة؟ .
بالمختصر نظام ال" جي بي أس " سقط في أول مطب واجهه ورسب بالدراسة والإقناع والأداء لكنه نجح بجدارة في الجباية .
الساعة 25: طلال ماضي