2022 Nov 04

أجهزة (جي بي أس ) لكشف حقيقة بعض المسؤولين !! ..

متى يفهم بعض السادة "المسؤولين" أن الرجولة ليست بالوصول إلى الكراسي وإنما القدرة على خدمة البلد وأهله وحل مشكلة مراجع فقير دون أي مقابل .. متى يفهمون أن المسؤولية ليست في الخطابات ومخادع الغواني والبيوت والسيارات الفارهة والحفلات والصفقات الشخصية وإنما في ضبط عمل الأسواق والمعامل والحقول والطرقات والمدارس والجامعات و الحدود وجميع جبهات العمل بما يخدم مصلحة عموم الناس .

متى يفهمون أن التهرب من المسؤولية هو أحد أنواع السلوك الإجرامي .. أن المنصب تكليفاً وليس امتيازاً وتشريفاً .. أنه من المُعيب تحوّل بعضهم إلى أدوات رخيصة بيد منظومة رأس المال ومن ثم إلى مهرجين على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ..أن القاسم المشترك بين المسؤولين الناجحين في العالم هو في قدرتهم على خدمة الصالح العام .. أن المسؤول الصالح لا يحتاج إلى قوانين لتخبره كيف يتصرف بمسؤولية وإنما يحتاج فقط لبعض الذوق والضمير والأخلاق .

متى يفهمون أن كلمة مسؤول التي من المفترض أنها تحمل كل المعاني الإيجابية والطمأنينة و الأمان للمواطن أصبحت وللأسف اليوم تحمل الكثير من المعاني السلبية وتثير القلق والذعر في النفوس .. متى يفهمون أن قراراتهم مجتمعة هي إما أن تداوي جراح البلد وتنهض به أو تعمقها وتزيده سوءاً .

ماذا يحدث في تلك البلاد .. لماذا أصبحت مفاهيم الفساد والصفقات المشبوهة وتجاوز القوانين مقترنة بكلمة مسؤول؟ .. لماذا بعض مواقع المسؤولية أصبحت مرفوضة بالنسبة للرأي العام؟ .. لماذا الإصرار على تحويل هذه المواقع إلى بؤر لجمع الشيكات والذهب ومفاتيح السيارات وأسهم الشركات ووو ؟.. لماذا أولئك المسؤولون الذين يضعون خدمة الناس في مقدمة أهدافهم باتت أعدادهم قليلة جداً و تعد على الأصابع ؟ . بالمحصلة على أولئك الذين يعتبرون أنفسهم مسؤولين فهم أن المسؤول هو ذلك الرجل الذي لا يقول فشلت وزارتي أو مؤسستي وإنما يمتلك الجرأة ليقول أنا فشلت , يمتلك الجرأة لتقديم استقالته منعاً من استمرار تدهور المؤسسة..

على الوزير أن يقوم بدوره كوزير والمدير كمدير والموظف كموظف والمواطن كمواطن والزهر كزهرة والسمكة كسمكة , ويبقى التساؤل هل بالفعل أصبحنا بحاجة إلى توصيف لكلمة مسؤول ضمن الدستور ؟ .. هل بلدنا يحتمل المزيد من عدم المسؤولية .. هل بعض الكراسي أصبحت بحاجة إلى جهاز( جي بي أس) لمراقبة وضبط عملها ..

وبما أن هذه الاجهزة تستهدف وتستشعر المسافات والأماكن والارتفاعات والأعماق والحرارة ووو, فهل هناك نماذج منها متخصصة بالأخلاق والضمير.. وأين يمكن تركيبها ؟.

الساعة 25: نضال فضة