أولادنا يذهبون باكراً إلى الامتحانات أم إلى صلاة الفجر؟!
أطفال يبكون وهم في طريقهم إلى امتحاناتهم وسط ظلام مُخيف على أطراف صلاة الفجر وكأن الحكومة تريد التأكيد أن في حياتنا مناطق يجب أن تبقى في ظلام والويل كل الويل لمن يسلط عليها الأضواء.. وكأنها تريد إقناعنا أن الظلام والأعصاب المتوترة يمكن أن تفعل بعقولنا المعجزات .
السادة أعضاء الحكومة .. قمتم بإلغاء التوقيت الشتوي بذريعة تقليص النفقات والهدر ونسيتم أن التلاميذ والطلاب على موعد مع امتحانات في الظلام ..نسيتم ان الشمس ستشرق في شهري كانون الأول والثاني بين السابعة والنصف والثامنة إلا ربع أي عند بدء الامتحانات الانتصافية.. نسيتم أن الديك يصيح فقط عندما يرى النور..والله لو نظر نيوتن إلى افعالكم لقال إن الجاذبية ليس لها قانون.
يا أعضاء الحكومة :لا أعلم كيف أوصل الفكرة لكم فهناك مشكلة في الخطاب بيننا وبينكم فمن لا يعاني لن يشعر بمعاناة الآخرين كما لا يحق له إطلاق الأحكام، نحن غير أنتم وأولادنا غير أولادكم وحياتنا غير حياتكم ومدارس أولادنا غير مدارس أولادكم.. أولادكم بلا حسد يخرجون من بيوتهم في سيارات فارهة مكيفة ويصلون إلى مدارس مكيفة مضاءة ويخوضون الامتحانات في ظروف مثالية بينما أولادنا للأسف مجبرون للخروج في الظلام والبرد والخوف إلى مدارس يسكنها البرد والظلام..مجبرون بالعتمة على خوض الامتحانات بطريقة "البحلقة" في أوراق الأسئلة حتى يتضح الحرف الأبيض من الأسود .
السادة الأعضاء.. إن خروج التلاميذ والطلاب في طقس مظلم شديد البرودة سيتسبب بنفورهم من المدارس وكرههم للتعليم فضلا عن زيادة الأمراض..في العتمة هناك ضباب وصقيع ومزيد من الحوادث المرورية وهناك خوف من الخطف والتحرّش والكلاب الشاردة وو.. ولا أعلم إن كنتم تدركون أن مشي الأطفال في الظلام قد يؤدي إلى ارتطامات والإرتطامات في الظلام قد تؤدي إلى أطفال .
في ثمانينات القرن الماضي تم تطبيق قرار إلغاء التوقيت الشتوي لعام واحد فقط وقد ثبت عدم صحته .. بمعنى العودة عن الخطأ فضيلة .. بمعنى على الأقل تأخير توقيت الامتحانات الصباحية حتى التاسعة .. بمعنى الحكومة العاجزة عن ضبط الساعة بما يناسب مواطنيها لا داعي لوجودها.. بمعنى لكل شيء عجائبه، والظلام والصمت لهما عجائبهما أيضاً.
سيادة الحكومة :الأجوبة لا تزيل الظلام وانما الأسئلة هي التي تزيلها..سوف نصرخ في الظلام وكالعادة لن يسمعنا أحد ، فهذه هي الطريقة الوحيدة التي تعرفينها ونعرفها.
الساعة 25: نضال فضة