2022 Mar 16

أين مشكلة البلد في حكوماته أم في شعبه ؟

الساعة 25:نضال فضة

حين يقول كونفشيوس : في ظل حكومات فاضلة الفقر عار وفي ظل حكومات سيئة الغنى هو العار تدرك لماذا في الوقت الذي يبيع الكثيرون أساسهم المنزلي وكرامتهم ومستقبل أولادهم للتمكن من شراء أبسط وأرخص وأردأ المواد الغذائية هناك من يبيع و يتاجر بمعاناة الناس ليشتري أفخم المنازل والمزارع والسيارات و"أرقى" الكلاب .

حين يقول ونستون تشرشل إن كل شعب في العالم ينال الحكومات التي يستحقها تدرك لماذا هناك من ما يزال يبدع في التملق والتهليل والتصفيق والرقص "للمسؤولين" بل وبالتمادي في الدبكة و"النخ" حتى ولو على حساب حذائه أو بنطاله اليتيم .. تدرك لماذا شجرة العلقم لا تُثمر عسلاً .. تدرك لماذا من الخطير أن تكون على حق عندما تكون الحكومات على خطأ .

حين يقول فولتير : إن الحكومة المثلى هي حكومة القانون والمؤسسات لا حكومة الرجال والأشخاص تدرك لماذا لدينا مؤسسات للتربية والتعليم والكهرباء وحماية المواطن ووو لكن لا وجود للتربية أو التعليم أو الكهرباء أو حقوق المواطن .. تدرك لماذا عندما يكون لديك مشكلة قانونية عليك ألا تبحث عن محامي شاطر وإنما عن محامي يعرف القاضي .. تدرك لماذا أفضل حكومة هي تلك التي يوجد فيها أقل عدد من الأشخاص عديمي الفائدة.

حين يقول جون آدمز : إن سعادة الشعوب هي نهاية كل الحكومات , أتساءل هل نحن نستحق حكومات أفضل أم هي تستحق شعب أفضل .. هل الحكومات الأخيرة كما يراها البعض هي أسوأ حكومات في تاريخ سورية أم نحن أسوأ شعب في تاريخ الحكومات السورية .

ويبقى السؤال .. هل نحن بالفعل شعب يخاف من قول كلمة الحق و يؤمن بأن كل ما يصيبه هو من قضاء الله وقدره .. شعب يؤمن أن الحروب والاحتفالات والمعاناة هي الأمور الوحيدة القادر أن يشارك فيها .. هل نحن بالفعل شعب فيه أعلى نسبة من المتملقين والمنافقين بين أمم الأرض والسماء .. شعب يُفضّل إراحة حكوماته وتجرع كأس العمر دفعة واحدة .

يُقال .. هناك نوعان من الحكومات .. حكومات يجيء بها الشعب فهي تعطي الفرد حقه من الاحترام الإنساني ولو على حساب الدولة، وحكومات تجيء بها الدولة فهي تعطي للدولة حقها من التقديس ولو على حساب الفرد.

ويقال أيضاً .. الحكومة ليست سلطة على الناس ولكنها سلطة لخدمة الناس لذلك فإن مقياس نجاحها هو مدى رضا الناس عنها .