2022 Mar 28

حين يتعرض حق لقمة العيش للخطر فإن جميع الحقوق الأخرى في خطر!!!..

الساعة 25: نضال فضة

يُقال إن قرأت شعراً ولم تفهمه فلا تنتقد ذكاءك بل انتقد ذكاء الشاعر .. هي حال شارعٍ لم يعد قادراً على فهم القرارات و التصريحات الرسمية المتعلقة بلقمة عيشه وبالمحروقات والكهرباء والاتصالات والمواصلات ووو .... حال شارعٍ يخشى أن تتحول حربه مع العدو إلى حرب مع اللقمة .. حال "مواطن" مفجوع بنفسه وبمستقبل أبنائه .. "مواطن "هناك من يقول له : لسنا مسؤولين عن فقرك فأنت من الفقاريات .. "مواطن" يريد أن يعرف أين الجهات المعنية حيال ما يجري في الأسواق ؟ .. هل يدركون تداعيات ما يحدث ؟.. لماذا لا يتحركون إلا على الورق وأمام الميكروفونات و الكاميرات المُزيفة ؟ .. لماذا لا يوضحون رسمياً و بشافية الحقائق للناس وإلى أين تسير الأمور ؟.. لماذا من الغباء انتظار الاشياء التي لن تأتي أبداً.

هذا الشارع الموجوع فيه من يعتقد و يزعم أنه كما "لا يوجد في الهند سياسي شجاع بما فيه الكفاية لقول إن الأبقار يمكن أكلها " أيضا لا يوجد مسؤول في الحكومة شجاع كفاية للاعتراف بحقيقة فلتان الأسعار .. للاعتراف أن وراء كل تاجر قوي وقذر هناك قوة ليست إلهية تحميه وتقاسمه غنائم صفقات "تعفيش" القانون وقوت الناس .. بل هناك من يزعم أن هذه الحماية يدفع فاتورتها المواطن على شكل قفزاتٍ سعرية أكبر بكثير مما هي عليه في الأسواق العالمية .

لدحض هذه الشائعات وغيرها , هل هناك مسؤول قادر على التفسير بصدقٍ وشفافية حالة الجنون التي أصابت الأسواق المحلية .. هل يستطيع تفسير ذلك بعيداً عن شماعة الحرب في أوكرانيا وانعكاساتها على الأسواق العالمية باعتبار أن أسواقنا تتعرض لمثل نوبات الجنون هذه كل فترة حتى قبل الحرب المذكورة؟ .. هل يستطيع تفسير لماذا الاستمرار بتمويل المستوردات لتاجرٍ يبيع بضاعته بأسعار تفوق حتى دولار السوق السوداء؟ .... تفسير لماذا يتم السماح للتجار باستنزاف العملة الصعبة في استيراد سلع ومواد ليست أولوية في الوقت الحاضر؟.

الشارع يعتقد أنه يعلم الحقيقة لكنه يأمل أن تكون معلوماته مجرد شائعات "مغرضة" .. يريد وبصدق رتق الشرخ الكبير بينه وبين حكومته , يريد بناء ثقة متبادلة قوامها المصداقية والمصارحة , يريد أن تكون ممثلة حقيقية له تحميه ويحميها , أن تكون إلى جانبه قولاً وفعلا ًفي مواجهة الحيتان و الجرذان , حينها يستطيع أن يحس أن بلده في أمان .. حينها فقط على استعداد لتحمل كل الضغوط الاقتصادية والمعيشية وتداعيات الحرب مهما اشتدت .