هل تغيير العقلية الرسمية يحتاج إلى نووي ؟
أساس مشاكلنا في كيفيية اختيار مسؤول يفهم معنى المسؤولية .. حين لاتستطيع حرب بهذا الكم من الصواريخ والقذائف والتفجيرات ، حين لا يستطيع زلزال بهذا الحجم من الدمار والدم والدموع , حين لايستطيع هذا المستوى من الفقر و التردي المعيشي تغيير الذهنية والعقلية الحكومية, يعني أن مهمة المواطن باتت صعبة جداً وعلية بأسنانه وأظافره محاولة الحفاظ على حياته من اللصوص والزعران , وعلى عقله من بعض السياسيين والمحللين والأبواق الإعلامية .
حين ينام الناس في الشارع هرباً ورعباً من الزلزال بينما الحكومة تكتفي بالمراقبة خوفاً من تحمل المسؤولية يعني أن "كوكتيل " القرف و الجنون والحكمة واليأس بات خليطاً نعرفه جيداً وقد رأيناه على وجوه جميع المنكوبين من ضحايا الحرب والزلزال والإهمال الرسمي .
حين تبدأ طلائع المساعدات بالظهور في غير مكانها وتكون الاجتماعات والخطابات والقرارات أكبر بكثير من الإنجازات ندرك جيداً انه من حسن حظ الحكومات أن الكثير من الناس يفكرون اليوم فقط بالرغيف وسترة الحال .
حين يزداد ويقتصر حديث بعض المسؤولين في هذه الظروف المرعبة عن القيم والأخلاق فهذا دليل واضح أنهم يتهربون من واجباتهم .. وحين لايستطيعون في بلد زراعي ضبط سعر كيلو بصل يعني أن رائحتهم باتت لاتطاق .
حين ينتظر الناس الانفراج والتغيير بقدوم حكومة جديدة مع الإبقاء على هكذا عقليات, نفهم لماذا التعبير الذي تضعه المرأة على وجهها أهم بكثير من الملابس التي ترتديها .. بمعنى , على الجميع إدراك أن مشكلتنا ليس في تغيير الحكومة أو في القرارات والقوانين الموجودة .. مشكلتنا لا يحلها عزل مسؤول وتعيين آخر أو تعديل القوانين .. بل مشكلتنا في كيفيية اختيار المسؤول كي يكون غير مسؤولو في كيفية تطبيق القوانين .. مشكلتنا في قوى معلومة المصدر أحياناً وشبه خفية تسهم بشكل ما في صناعة هذا المسؤول وتستميت في حمايته دعما لمصالحها ولو على حساب جميع الناس وحتى المسحوقين .
مشكلتنا في مساحة الملعب المسموح أن يركض فيها المسؤول ..في اختراق رأس المال لمكاتب بعض المسؤولين وباختطاف الكثير من القرارات والتواقيع الملونة ..في تحول أقرباء المسؤول إلى نسخ شبه حقيقية عنه تضرب بسيفه ولو كان الخصم القانون .
مشكلتنا في إصابة بعض المسؤولين بالزهايمر فور امتطائهم الكرسي ونسيانهم أصلهم وفصلهم .. مشكلتنا هي أن أشد عقوبة يمكن أن يواجهها المسؤول الفاسد هي فقط إعفائه.. مشكلتنا أن مقاس كرسي المسؤول غالباً ما يكون أكبر منه بأضعاف فيسقط فيه وتسقط معه آمال الناس .
صديقي المواطن يوجد دائماً من هو أشقى منك لذلك ابتسم لكن عليك أن تعلم أن الدعاية الحكومية لاتخدع الناس لكن تساعدهم على خداع أنفسهم .
صديقي الهارب من القدر .. لاداعي للخوف من صوت الرصاص فالرصاصة التي تقتلك لن تسمع صوتها .. لاداعي للخوف من لعنة الزلازل فالسقف الذي ينهار ويسحقك لن تشعر به وأنت نائم .. لاداعي للخوف من الفقر والجوع واللقهر لأن نقطة الدم التي ستجلطك لن تراها أبداً .
الساعة 25: نضال فضة