"أبناء الشمس" يتركون أثرهم في المركز الثقافي
السويداء25- ريمه عماد:
ودّع المركزُ الثقافي في السويداء مساء أمس المعرضَ الفنيَّ الذي حمل عنوان "لي أثر"، وكان ملحقاً بفعالية "أبناء الشمس"، حيث شارك فيه 38 طفلاً من أطفال مشروع "سيار" فاقدي الرعاية الأسرية، الذين قدّموا عشرات الرسومات والأعمال اليدوية بمساعدة متطوعي الفريق وبدعم من الأمانة السورية للتنمية ومركز عين الزمان الخيري.
وفي حديث للسويداء25 أشارت الآنسة "ثراء عطا"؛ مسؤولة فريق سيار في المحافظة إلى أن هدف الفعالية هو الإضاءة على الفئات المهمشة من الأطفال الذين ينظر لهم المجتمع بشيء من السلبية، وإثبات مدى التغيير الإيجابي الذي يحققه الاهتمام بهم حيث يُظهر فيهم الكثير من الأشياء الجميلة القادرة بالضرورة على تغيير النظرة المجتمعية لهم، ورفع مستوى الوعي تجاههم، وإعادة دمجهم بشكل سليم في المجتمع وإبراز مواهبهم الفنية.
ويذكر أن يوم "أبناء الشمس" هو يومٌ عالمي يُعنى بتذكير المجتمعات بفئة الأطفال المهمشين من فاقدي الرعاية الأسرية والمتسربين من المدارس والمتسولين والمشردين وأطفال العمالة، وهو بمثابة دعوة عالمية للاهتمام بهذه الفئة من الأطفال والعمل على إعادتها إلى التعليم ودمجها في العملية التربوية بشكل حقيقي وجاد.
وقد لاقت هذه الدعوة استحسان المجتمع العالمي؛ مما أدى إلى إقامتها في العديد من الأماكن حول العالم، وخصوصاً في عالمنا العربي الذي تنتشر فيه هذه الظاهرة بكثرة، وتم تحديد 1/تموز يوماً عالمياً لهؤلاء الأطفال يُكرر الاحتفال فيه كل عام، ويُمَثَّل الأطفال فيه أفضل تمثيل على أمل أن تنتهي هذه الظواهر من كل المجتمعات.
انطلقت فعالية "أبناء الشمس" هذا العام التي كانت برعاية العديد من الجهات الرسمية والمجتمعية مساء الأول من تموز الجاري في حديقة الباسل في السويداء، وشملت مجموعة من الألعاب والمسابقات والهدايا والنشاطات الفنية الحركية والترفيهية التي شارك فيها الأطفال والمتطوعون والأشخاص المتواجدون في الفعالية..
كما أطلق الأطفال في ختامها أغنية "أبناء الشمس" التي حاولوا فيها لفت الأنظار إلى معاناتهم الداخلية، وحقوقهم التي حرموا منها، ووجهوا للعالم أجمع رسالتهم الداعية إلى المحبة، وكتبوا أمنياتهم على لوحة شمس الأمنيات، مطلقين بالونات وحمامات بيضاء دعوة منهم إلى السلام.
وعلى هامش الفعالية والمعارض أطلق مشروع سيار حملة "أنت أقوى" للتوعية بخطر انتشار المخدرات في أوساط الأطفال.
يذكر أن مشروع سيار العامل مع هذه الفئات من الأطفال قد بدأ منذ عام2014، وانطلق في السويداء قبل نحو 9أشهر، وهو يمثل إحدى المبادرات التطوعية الهادفة لخدمة وتنمية فئات الأطفال في الشوارع وتحسين أوضاعهم التعليمية والتوعوية وإكسابهم المهارات اللازمة لإعادتهم إلى طفولتهم الحقيقية وتوفير الطاقات والإمكانيات المادية والبشرية لتفعيل جميع الخدمات المطلوبة لهم.