أزمة شح المحروقات تنهك الطلاب في سورية وتجبر بعضهم على ترك الجامعة
منذ الشهر الفائت، بدأت تتفاقم أزمة المحروقات في سورية بشكل غير مسبوق، وأدت إلى شلل في معظم القطاعات وجعلت القسم الأكبر من السوريين عاجزين عن تدفئة منازلهم خلال الشتاء أو التنقل لارتياد أعمالهم، وخاصة الطلاب الذين اضطر بعضهم إلى ترك جامعته.
وكالة "فرانس برس" نقلت عن أحد طلاب الجامعة، أنه توقف منذ أسبوع عن ارتياد جامعته، فالمواصلات وإن تأمنت باتت كلفتها مرتفعة، من جراء شح المحروقات المتجدد والمتفاقم في سوريا، حيث بات السكان يبحثون عن وسائل تدفئة بديلة ويضطر أصحاب محال وأفران إلى إغلاق أبوابهم.
ويقول زياد (20 عاماً)، الطالب في كلية الآداب في جامعة دمشق إن "معاناتنا مع المحروقات تبدأ في المنزل ولا تنتهي في الجامعة، ففي المنزل برد شديد من دون مازوت للتدفئة، وفي الشارع لم يعد سهلاً العثور على وسيلة نقل".
حيث بات زياد عاجزاً عن تحمل كلفة سيارات الأجرة الخاصة التي ترفع كلفتها دورياً، لاعتمادها على محروقات السوق السوداء، أما حافلات النقل العام فباتت قليلة جداً وغالباً ما تكون كثيرة الازدحام. ويضيف أن "كل المصروف الذي يمنحني إياه والدي، أنفقه على للمواصلات والنقل، لذا توقفت عن ارتياد الجامعة".
ويخشى الشاب أن يزداد الوضع سوءاً مع اشتداد برد الشتاء، الذي يدفع السوريين في كل مرة إلى إيجاد حلول بديلة عن المحروقات لتدفئة منازلهم، فيستخدمون الحطب حيناً، أو قشور الفستق الحلبي وبقايا الزيتون المعصور حيناً آخر.
ويشير زياد الذي يعمل في خدمة توصيل الطعام على دراجة هوائية خارج دوام الجامعة، إلى أن عائلته استغنت عن وضع المدفأة، مبيناً أن "الجميع مشغول حالياً في البحث عن وسيلة لتدفئة أبنائه". ويتساءل "كيف بإمكاني التفكير في الجامعة والدراسة في ظروف صعبة كهذه؟".
وبعد تفاقم أزمة المحروقات في الأيام الماضية، رفعت الحكومة أسعار المحروقات للمرة الرابعة خلال العام الحالي، واتبعت سياسة تقشف أكثر حدّة في توزيع مادتي المازوت والبنزين على الآليات.
كما أقرت الحكومة، تعطيل المؤسسات العامة ليوم إضافي في الأسبوع. بالإضافة إلى ذلك فقد أغلقت جامعات أبوابها يومين إضافيين لعدم توافر المحروقات لوسائل النقل، ومدّدت عطلة أعياد آخر السنة خمسة أيام.
بزنس 2 بزنس