أكثر من 90 بالمئة من الكادر التدريسي والإداري في القطاع التربوي بالسويداء من الإناث
الساعة 25- سهيل حاطوم:
أكثر من 90 بالمئة من الكادر التدريسي والإداري في القطاع التربوي بمحافظة السويداء هم من الإناث وذلك وفقاً للأرقام المتوفرة من مديرية تربية السويداء بما فيهم المعينين من الناجحين في المسابقتين الأخيرتين للفئتين الأولى والثانية.
هذا الرقم قد لا يبدو للكثيرين بالرقم الصادم خاصةً في ظل الأزمة الراهنة ولجوء الكثير من المدرسين الذكور إلى الهجرة أو الالتحاق بخدمة العلم، إلا أن تبعاته السلبية على القطاع التربوي كانت واضحة وجلية نتيجة اضطرار الكثير من الكادر التدريسي والإداري من الإناث للتغيب المتكرر عن الدوام لأسباب صحية أو نتيجة إجازات الأمومة والصعوبة في تأمين البديل وخلو العديد من المدارس من المدرسين الذكور بشكل شبة كامل.
ويرى المواطن /حكمت/ وهو أب لطالبتين أن الغياب المتكرر للمعلمة عن العملية التدريسية يشكل إرباكاً لإدارة المدرسة في إيجاد البديل ويحرم الطالب من متابعة المنهاج وإنجازه ضمن الخطط الدراسية الموضوعة ويضطر الأهالي إلى اللجوء للدروس الخصوصية لمتابعة المنهاج لأبنائهم ما يحملهم نفقات وأعباء مادية باهظة.
وبحسب المدير السابق لإحدى مدارس الحلقة الأولى للتعليم الأساسي غربي مدينة السويداء /سليم جنيد/ فإن الإناث يستحوذن بشكل شبه تام على التدريس في مرحلة التعليم الأساسي بالمحافظة في ظل النقص الحاد بأعداد المدرسين نتيجةً لظروف الحرب، لافتاً إلى أنه من الضروري وجود عنصر ذكوري في الكادر الإداري للمدرسة غير المدير خاصةً في مجال التوجيه.
ويشير /جنيد/ إلى أن المادة 48 من القانون الأساسي للعاملين بالدولة والتي تجيز للعامل التغيب لمدة /200/ يوم لأسباب صحية يتقاضى خلالها 80 بالمئة من أجره عن الثلاثين يوماً الأولى وكامل الأجر عن بقية أيام الإجازة تشجع الكثير من الكادر التدريسي والإداري من المعلمات على التغيب عن المدارس بداعي الحصول على إجازات صحية وقد تكون في كثير من الأحيان وهمية, بالإضافة إلى أن ارتفاع أجور النقل يدفع بالكثير من المدرسات إلى عدم الالتزام بالدوام بشكل تام خاصة المعينات في مدارس المناطق الجنوبية والشرقية والنائية بالمحافظة.
بدوره بيّن مدير التربية بالسويداء/بسام أبو محمود/ أن عدد الإناث في الكادر التدريسي والإداري البالغ نحو /11500/ مدرس ومدرسة على مستوى المحافظة نحو /10000/ مدرّسة وإدارية.
ويعزو /أبو محمود/ هذه الأرقام إلى ارتفاع المستوى التعليمي للإناث إلى نحو أربعة أضعاف المستوى التعليمي للذكور، ودخولهم في القطاع التدريسي بشكل أكبر من الذكور لأسباب مادية واجتماعية تشجع على عمل الفتاة في قطاع التربية والتعليم مع ارتفاع في نسبة التعليم الجامعي بين الإناث.