"أكو عرب بالطيارة" ... لعبة الببجي تقتحم بيوتنا
الساعة25- سماح فائق:
"أكو عرب بالطيارة" الجملة التي جعلت السويداء خريطة رابعة للببجي بتضاريس ومقاتلين حقيقيين، حيث أن الكلمات الأكثر رواجاً بين الشباب هذه الأيام ملازمة للعبة الببجي الشهيرة والتي أبادت بدورها جيل ماريو والفيفا وصولاً للكاونتر سترايك ..
ويا سلام على الكاونتر أمام ما نواجه، فالببجي معركة من نوعٍ أخر، تقاتل مع فريقك أو منفرداً لتقتل 100 شخص آخر وتبقى وحدك فتجعل طريق البقاء مرهونة بإلغاء حياة الآخر لتعلن نصرك.
أضحكُ حين أقرأ التعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بعد حدثٍ مفزع محلي من قتلٍ وخطف وصولاً لإنهاء علاقة حب بين مراهقين برصاصة ..
لمَ يعلّق الناس متعجبين متسائلين عن هذا الوضع، من وماذا وإلى أين ومتى ننتهي من مسلسل العنف؟! بكل بساطة أعزائي: أنتم من جئتم بالدب إلى كرمكم.
في عمر الـ 12 و 13 عاماً "الآي باد" لا تفارق أيديهم، يستخدمون الفيسبوك وغيره لتنسيق وظائفهم وتبادل كلام الشكر مع معلميهم ولا حسيب ولا رقيب من الأهل أو الدولة.
وها نحن لم نتخلص بعد من الحوت الأزرق ومريم والبوكيمون حتى جاءت الببجي قنبلة فجرت الموسم.
ومن هنا دفعني فضولي لأبحث حول ما أنتم تقرأون متوجهةً لسؤال بعض الأشخاص عشوائياً حول اللعبة ..
أحدهم أربعيني بدا جاهلاً تماماً لإسم اللعبة حتى، وآخر قال إنه لم يحبها، وكثرٌ كانت إجاباتهم تؤكد تعلقهم بالببجي من باب التسلية (أصبحنا نتسلى بتصفية روح الآخر وجمع السلاح)، أما الأجمل كانت إحداهن التي دعتني للعب معها، والآخر الذي قال: "صرت فوت عالبيت من الشباك" وضحك كثيراً، فاختصر كل ما يمكن قوله.
استفزني كلامه، فتوجهت لصديقتي "رنا، د" التي تحضر للماجستير حول تأثير العنف في وسائل الإعلام على المراهقين مستطلعةً المرحلة القادمة للجيل في حال استمرار الوضع على ما هو فأجابت:
"لعبةٌ كهذه تدفع الفرد إلى العنف لحل نزاعاته، كأن الأذية أصبحت أمراً عادياً، وتصبح بذلك ردات فعله عصبية كما يصبح منعزلاً اجتماعياً ويتفاعل مع آلة ويعيش في عالم خيالي".
وشددت على أن هذه الألعاب تؤثر في مستوى الطلاب المدرسي كما يمكن أن تؤدي إلى الإدمان، مؤكدةً أن استعمال السلاح في هذه اللعبة يشجع الفرد على استعماله في الحياة الطبيعية وما من نجاة إلا بتعزيز الوعي.
الوعي .. ما أبسطها من كلمة وما أصعبها من معنى، تتراءى أمامي صورة زهر الصبار، كان الله في عونه .. بين الأشواك ينمو، وكذلك أبارك له تفرده، رغم خشونة المحيط لا تضيع رقته.
لنربي أولادنا بناءً على تجارب زهر الصبار، فكلما زادت قطع السكر قلت مرارة هذا العالم.
إلى اللقاء في معركة خارج خرائط الببجي الثلاث.