أهالي قرية الصورة الكبيرة يشربون بالبيدونات!!
السويداء25- تشرين:
بالرغم من حفر أكثر من ثلاث آبار على أرض قرية الصورة الكبيرة من قبل مؤسسة المياه منذ أكثر من نحو عشر سنوات إلا أن مسوغ انخفاض المناسيب المائية للآبار الارتوازية المحفورة فيما مضى كانت بمنزلة الشماعة التسويغية لمعنيي المؤسسة للإفلات من المسؤولية الملقاة على عاتقهم إزاء تأمين المياه للأهالي الذين أضناهم العطش نتيجة خروج هذه الآبار الفاشلة على ما يبدو دراسياً وفنياً من دائرة الاستثمار المائي.
الأمر الذي أوقع أهالي قرية الصورة الكبيرة في مطب العوز المائي ولاسيما أننا في فصل الصيف، لذلك ووفق الأهالي، بات من الضروري إيجاد حل فوري وسريع لهذه المشكلة الملازمة لأهالي القرية منذ عدة أشهر وخاصة أنهم نتيجة لهذا الواقع المائي المزري المفروض عليهم قسراً يقومون بشراء الماء على نفقتهم الخاصة عن طريق الصهاريج، حسب قولهم، ويبلغ ثمن النقلة الواحدة نحو ٥٠٠٠ ليرة سورية، الأمر الذي أرهقهم مالياً لكون البيت الواحد يحتاج أكثر من صهريج بالشهر مع العلم أن هذه المياه يتم استجرارها من الآبار الخاصة، وهي وبكل صراحة مياه غير موثوقة ومذاقها سيئ لذلك وبهدف إطفاء ظمئهم المتزايد يوماً بعد يوم يقومون باستجرار الماء الخاص بالشرب طبعاً ضمن بيدونات من القرى المجاورة إلا أن هذا الواقع شكل عبئاً عليهم.
والمسألة المهمة التي يجب الوقوف عندها والمثيرة للاستغراب هي أن معظم أعطال آبار المحافظة مردها إلى احتراق المضخات الغاطسة وهذا باعتراف أهل البيت، لكن هنا الوضع مختلف تماماً لكون الأعطال ناتجة عن انخفاض المناسيب المائية وهل يعقل أن يتم إنفاق ملايين الليرات على دراسات غير دقيقة والنتيجة حفر آبار تفتقد الديمومة المائية.
عدا عن ذلك يتساءل الأهالي: لماذا الآبار الخاصة مازالت مياهها محافظة على ديمومتها والآبار المحفورة بحفارات مؤسسة المياه باتت في خبر كان، علماً أن جميع الآبار العامة والخاصة تقع على الحوض نفسه، وهو حوض اللجاة وكلنا يعرف الغزارة المائية لهذا الحوض، إذاً، مسوغ انخفاض مناسيب المياه ما هو إلا هروب من المسؤولية!!
والسؤال الثاني الذي لابد منه: مادام الشح المائي بات أمراً واقعاً فلماذا لا تقوم المؤسسة بتأمين المياه للأهالي عبر صهاربج المؤسسة وتجنيب القاطنين هناك الأعباء المالية من جراء إقدامهم على شراء المياه، فهل من المعقول أن تبقى جيوب هؤلاء مشرعة أمام ابتزاز أصحاب الصهاريج فالعطش بدأ يطرق أبواب أهالي القرية؟ وهل ستستمر هذه المعاناة أم ستستفيق مؤسسة المياه من سباتها وتبدأ بحلحلة هذه المشكلة؟.
بدورها عضو المكتب التنفيذي المختص في محافظة السويداء المهندسة سهى الجرماني قالت: حالياً تقوم المؤسسة بحفر بئر ارتوازية جديدة في القرية لكون الآبار الموجودة قد انخفضت مناسيبها، وحل المشكلة يكمن بتجهيز البئر وتالياً وضعه في الخدمة، مضيفة: فعلاً هناك معاناة لدى أهالي القرية نتيجة الشح المائي، مشيرة إلى نقطة مهمة ألا وهي أن هناك الكثير من الآبار ولاسيما التي تم حفرها سابقاً تبين لاحقاً أنها عديمة الجدوى لكونها نضبت لذلك يجب عند حفر آبار ارتوازية التأكيد على الدراسة الجيولوجية المؤكدة على توافر المياه الجوفية وليس السطحية.