2019 Mar 30

إدمان رخيص لكنه خطير

استنشاق مادة الشعلة المخدرة التي أدمن عليها الكثير من أطفال الشوارع في قلب العاصمة دمشق مشهد تكرر لأكثر من مرة، أطفال مشردون يحملون كيسا ويتناوبون على استنشاق ما بداخله ليسقط أحد الأطفال مغما" عليه بينما يبقي الآخرون يستنشقون ما بداخل الكيس دون اكتراث.
مؤخرا انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لطفلة تشم الشعلة وعندما انتزع أحد المارة منها المادة  رمت بنفسها في نهر بردى ليتم انقاذها فيما بعد .
ظاهرة خطيرة لابد من القاء الضوء عليها خاصة وأن ضحاياه أطفال مشردون لا حول لهم ولا قوة.   
وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من  هذه المواد وأكثرها انتشارا هي المواد اللاصقة كالشعلة والغراء وغاز الولاعات
فهي مواد ليست للاستخدام الآدمي و مصنعة لأغراض صناعية بحتة ولها تأثير يشبه تأثير الكحول والمخدرات وتسبب الإدمان إلا أن تأثيرها يكون سريعا لأن المادة الطيارة فيها تدخل من الرئتين إلى مجرى الدم مباشرة فيشعر المستنشق بمتعة زائفة تزول فور التوقف ثم تظهر أعراض الإنسحاب من تهيج واضطراب وهلاوس بصرية وتشويش في الرؤية 
ومن المحتمل أن تؤدي  للموت اختناقا بسبب انغلاق الممرات الهوائية أو نتيجة انحسار الأكسجين 
إضافة إلى التأثير الضار على الكبد والجهاز العصبي 
أضف إلى ذلك سلوك المدمن الغريب والشاذ حيث يلجأ إلى أماكن متطرفة ومهجورة ليتوارى عن الأنظار  وهذه مخاطرة بحد ذاتها .
انتشار هذه الظاهرة لها علاقة بمشكلات لا حصر لها أحدها  غياب الرعاية الاجتماعية لأطفال تشردوا  نتيجة الحرب  التي جعلتهم فريسة لهذا النوع من الإدمان الرخيص المتوفر بسهولة بين أيديهم.
أسئلة كثيرة علينا طرحها لتناول المشكلة من كافة أبعادها  وللحد والوقاية  من انتشارها ولمد يد العون وإنقاذ المدمنين قبل فوات الأوان .