2018 Nov 10

استعدادات الأسر للشتاء سبقتها إجراءات التجار بأسعارها اللاهبة

الساعة25 - تشرين:

على غير المواسم السابقة وعلى غير عادته اقتحم الشتاء الأبواب عبر عاصفة مطرية قلبت كل الحسابات والإجراءات من قبل المعنيين بالخدمات، وأغرقت معها وعود وتطمينات المسؤولين عن «الصرف» صرف مياه المستنقعات والوحول التي جرفت معها كل القذارات وأكوام الزبالة وطافت بها الشوارع والحواري، وعلى غير المتوقع والعادة أيضاً داهم البرد، الذي حملته معها العاصفة المطرية، البيوت والجيوب وعجّل في استعدادات الأسر وخطواتها الاحترازية من البرد, ودفعها إلى البحث عن مصادر تمويل فاتورة الشتاء سواء كان من «السترة» والألبسة الشتوية لتستر بها أجسادها وأجساد أطفالها بأسعارها الكاوية أو كان ذلك من خلال البحث عن مصادر التدفئة من وسائل التدفئة المتعددة التي «طرشت» بها الأسواق.

بدءاً من وسائل التدفئة الكهربائية مروراً بـ «الصوبيات» العاملة على مختلف أنواع وقود التدفئة من مازوت وغاز وكهرباء، وحتى الحطب الذي بات وسيلة معظم الأسر لدرجة أن معظم الأسر لجأ إلى تحويل مدافئ المازوت للعمل على الحطب، وأي حطب، فقد باتت تحرق كل شيء قابل للاشتعال لتأمين مصدر دفء لها ولأولادها، من خلال اللجوء إلى جمع القوارير البلاستيكية الفارغة وعلب الكرتون والنفايات القابلة للحرق واللجوء إلى حرقها في مدافئ كيفما اتفق وذلك نتيجة ارتفاع أسعار وقود التدفئة من جهة وارتفاع أسعار وسائل التدفئة المختلفة من جهة أخرى.

،فسعر «الصوبا» مهما كان حجمها لا يقل عن ثلاثين ألف ليرة ما يدفع العديد من الأسر إلى اللجوء إلى وسائل التدفئة الكهربائية الرخيصة التي تفتقد إلى المعايير والمواصفات القياسية السورية، ما يجعلها مصدر خطر حقيقي، أو اللجوء إلى دفايات الغاز الرخيصة التي من شأنها أن تحول مصدر التدفئة إلى قنبلة موقوته قابلة للانفجار في أي لحظة وإحداث كارثة إنسانية لا تحمد عقباها، والأمثلة كثيرة على خطر تلك الوسائل، ولم ننس بعد حادثة موت أسرة بكاملها في أشرفية صحنايا من جراء استخدام وسيلة تدفئة تعمل على الغاز.

فاتورة الشتاء مرتفعة بل كاوية، والبدائل ربما تكون بالتعدي على الغابة وأشجار الحدائق والطرقات العامة وقطعها بشكل جائر لتأمين مصدر تدفئة بديل عن ارتفاع أسعار المتوافر منها.

ناهيك بارتفاع أسعار الألبسة الشتوية في ظل غياب رقابة فاعلة على الأسواق من شأنها أن تردع السوق ومن يحكمها ويتحكم بالأسعار لمختلف الوسائل المعيشية للمواطن، وبما يوفر هذه الوسائل بأسعار مناسبة وبمواصفات جيدة وآمنة على الأقل وبما يساعد المواطن والأسر المحتاجة على تجاوز الشتاء وبرده القارس، ويخفف من فاتورته المرتفعة على هذه الأسر في ظل محدودية الموارد وضآلة الأجور وتآكلها أمام توحش السوق وسيطرة المحتكرين للقمة عيش المواطن.
والحاجة ماسة لإجراءات استباقية ورقابة جدية على مختلف وسائل التدفئة بما يريح المواطن ويشعره بنوع من الدفء في الإجراءات يقيه برد الشتاء وعواصفه المطرية المحتملة في أي لحظة.