2022 Mar 03

الأزمة في أوكرانيا وغلاء الأسعار في سورية ... من يرحم فقراء بلدي؟

الساعة 25:طلال ماضي

مع إعلان ساعة الصفر في بداية الأزمة الروسية الأوكرانية، بدأت الأسعار في سورية تغلي وترتفع إلى مستويات قياسية، وخلال ساعات قليلة انفقدت المواد التموينية الأساسية من الأسواق، وخاصة مادتي الزيت النباتي والبرغل، وبعض المواد التموينية التي عليها طلب كبير.

وعند دخولك إلى أحد المتاجر المتخصصة ببيع الجملة، ترى أن بعض الناس المقتدرين مادياً يجرون عربات ممتلئة بالمواد الغذائية، وكأن الحرب ستحدث في بلدنا، وعند سؤالهم عن سبب هذا السلوك، كان الجواب هو الخوف من انقطاعها كون الدولة تستورد الزيت النباتي والبرغل من أوكرانيا .

أصحاب المحال بدورهم رفعوا الأسعار بطريقة جنونية، ووصل سعر ليتر الزيت النباتي من نوع متوسط إلى 10 آلاف ليرة، وارتفع سعر كيلو البرغل المغلف 500 ليرة، كما ارتفع سعر كيلو كل من العدس والحمص 500 ليرة، والحلاوة ارتفع ألف ليرة، والمحارم ارتفع سعر العلبة 500 ليرة، هذه

الأسعار في محلات الجملة، وفي صالات المؤسسة الاجتماعية العسكرية الرفوف فارغة تمام إلا مارحم ربي من بعض السلع غير المرغوبة والكمالية، وطبعا الأسعار تختلف بين الأسواق الرئيسية نفسها وبين الأسواق الفرعية وبين المتاجر في الأحياء، والفروقات بينها وصل إلى مستويات قياسية .

ومن الطبيعي ألا يسأل أحداً عن الرقابة، كون وزراء الحكومة عقدوا اجتماعاً لمناقشة تداعيات الأزمة الاقتصادية، فالرسالة وصلت أن الجوع سيكون حتماً مصير الشعب السوري، هذه الرسالة أنا لا أفهمها أبداً، وغير مبررة ولا موفقة، والنتيجة السريعة التي صدرت عن الاجتماع فقدان المواد التموينية من الأسواق من قبل قلة قلية تملك الأموال، وزيادة الجوع والألم لدى الغالبية العظمى من أصحاب الدخل المحدود العاجزين في الأساس عن شراء ليتر الزيت بسعر 8 آلاف ليرة، فكيف اليوم سيدفعون ثمنه 10آلاف، ومثله المواد الأخرى التي ارتفع سعرها والأهم من هذا وذاك فقدان البضائع من الأسواق وحالات الاحتكار والابتزاز من قبل التجار.

في عام 2015 حيث كانت الأزمة في سورية بذروتها، وكانت السلع تعاني من الكساد ومستودعات السورية للتجارة أتلفت عشرات الأطنان من المواد الغذائية، ولم نلمس تأثير أزمة فقدان البضائع التي تضرب اليوم ولا مبرر لها أبدا، وهذه الأزمة تزيد من خنق الفقراء وتجويعهم وخاصة مع انحسار المساعدات الانساية وحصر توزيعها بفئات محددة .

ياجماعة من يفكر أنه يعيش في جزيرة معزولة وأن سلوكه بتخزين المواد التموينة في منزله والمساهمة برفع الأسعار ستنجيه لوحده دون غيره فهو واهم وتفكيره ناقص، هو بسلوكه هذا فقط يزيد من معاناة الفقراء، ويعقد المشهد الاجتماعي في سورية، وسيزيد من حالات السرقة والجريمة والهجرة .

ومن ينتظر ضبط الأسواق من قبل وزارة التموين فهو واهم أيضاً، كون الوزارة لا حول ولا قوة والاحتكار على أشده، وإفراغ محلات الجملة يسير على قدم وساق، كان الله في عون هذا الشعب المسكين، وكأن طالعه مكتوب بخط الألم والمعاناة دون بصيص نور أو أمل، ونسأل الله الرأفة بفقراء بلدي فهم لا يتحملون المعاناة أكثر .

 

خاص