يعد البروفيسور محمود أبو دقة أحد أهم الباحثين السوريين المغتربين على مستوى العالم وأحد أبرز الكفاءات العلمية السورية التي قدمت للعالم عشرات الأبحاث العلمية في مجال الكهرباء والطاقات المتجددة .

الدكتور المهندس محمود أبو دقة ابن قرية حرفا في جبل الشيخ بريف دمشق ولد عام 1953 وتخرج في كلية الهندسة الكهربائية بجامعة دمشق عام 1977 باختصاص هندسة القوى الكهربائية , وفي عام 1980 حصل على دبلوم عالي في هندسة أنظمة الطاقة من جامعة دمشق , وفي عام 1984 أوفد إلى فرنسا بمنحة دراسية حيث حصل عام 1987 على دبلوم عالي في الهندسة الكهربائية من جامعة مونبيليه الثانية عن رسالة بعنوان( الخصائص الكهربائية وفرص التطبيق للمواد المركبة نصف الناقلة ) , وفي عام 1988 حصل على الماجستير أو دبلوم الدراسات المعمقة في الهندسة الكهربائية من جامعة مونبيلييه عن رسالة بعنوان( المواد الميكروالكترونية والميكروية أيونية ).

في عام 1991  حصل على الدكتوراه في التكنولوجيا الكهربائية وعلوم المواد أيضاً من جامعة مونبيلييه الثانية في فرنسا بدرجة شرف جداً عن بحث بعنوان( قياسات الشحنة الفراغية في المواد البوليمرية المستخدمة في أجهزة الجهد العالي).

وبعد حصوله على الدكتوراه بنحو 15 يوماً بدأت مسيرته العلمية في كندا , حيث عمل باحثاً في المركز القومي الكندي لأبحاث ( National Research Council Canada) بين عامي 1994 و2018, في وقت كان فيه الحصول على عضوية هذا المركز أكثر من مستحيل, حيث تمكن من إنشاء مخبر لقياس الشحنات الفراغية بالعوازل, وأصبح كبير مسؤولي البحوث في مجال عوازل التوتر العالي وتقنية النانو لتطوير الجيل الجديد من العوازل للأجهزة الكهربائية , وشارك في مشروع متقدم بالتعاون مع معهد العلوم الصناعية ( NRC) والذي يهدف إلى ابتكار مركبات بوليمر نانو جديدة ( RNC) بخصائص فائقة مقارنة بمواد العزل الحالية .

وفي مجال تقنيات قياسات الشحنات الفراعية , ساهم البروفيسور محمود أبو دقة في تحسين طريقة العتبة الحرارية ( ISM) المطورة واستخدامها مع طريقة النبضة الكهروضوئية (PEA) لتشخيص عوازل الجيل الجديد, حيث أنه وخلال عمله كباحث مشارك وأستاذ مساعد في جامعة مونبليه الثانية في فرنسا في المخبر الكهروتقني  بين عامي 1987 و1991 عمل على تطوير تقنية جديدة تسمى طريقة العتبة الحرارية لقياس توزيع شحنة الفراغية في العوازل الصلبة المستخدمة في كابلات الطاقة ومكثفات الجهد العالي , وتم إجراء اختبارات لتقييم المواد العازلة باستخدام هذه العتبة لمصنع الكابلات الفرنسي بيريلي.

وابتكر البروفيسور أبو دقة جهازاً جديداً لتقدير حالة كابلات التوتر العالي في الموقع والتي تعتمد على مبدأ إزالة الاستقطاب وهي فعالة جداً في تقدير حالة عازل كابلات الطاقة , وبفضل هذا الجهاز استفادت شركات الكهرباء في توفير ملايين الدولارات, حيث وفرت لها إمكانية اتخاذ قرارات ذكية لتبديل الكابلات في الوقت المناسب, كما ساهم في تقييم وتركيب أنظمة التحكم بالكمبيوتر للعديد من الأجهزة الكهربائية باستخدام لغة برمجة الكومبيوتر (LAb VIEW) , و تمت برمجة جميع تجاربه البحثية لتعمل بواسطة الكومبيوتر , وبين عامي 1992 و1993 , وفي جامعة كونكورديا , قام بتصميم خطوط نقل طاقة 1000 ميغا واط من محطة توليد طاقة مائية في شمال مدينة كيبيك بكندا إلى مدينة مونتريال لمسافة 1000 كم .

وخلال الأعوام من 2006 وحتى 2009 ترأس اللجنة الفنية لمؤتمر ( IEEE CEIDP) العالمي, وأصبح نائباً لرئيس المؤتمر بين عامي 2010 و2011, ثم رئيساً للمؤتمر لدورتين متتاليتين , الأولى في مونتريال بكندا عام 2012 , والثانية في مدينة شيزين بالصين عام 2013, و وقاد مشاريع بحثية لأكثر من عشر سنوات , وتم منحه شهادة من قبل الـ ( IEEE) لرئاسة المؤتمرات العالمية , وفاز بجائزة ( NPC peer) لعام 2011 " جائزة التميز لتطوير وتنفيذ نظام تشخيص كابلات التوتر العالي في الموقع" , وهو أيضاً عضو لجنة تحكيم للحصول على شهادة الدكتوراه في المدرسة العليا التقنية في مونتريال وجامعة شوكوتيمي في كندا .

والبروفيسور أبو دقة مهندس محترف في مقاطعات ألبرتا وأونتاريو وكيبيك بكندا, ورئيس لـ " IEEE- DEIS" فرع مونتريال وأوتاوا بكندا لأكثر من عشر سنوات , مع عضوية عليا في " IEEE" ( معهد الهندسة الكهخربائية والالكترونية ) منذ عام 1995 , ويتقن لغات برمجة الكمبيوتر التالية : LAbVIEW و CVI /  ,  وLAbWidow وFortran وC++ وLotus وAutoCad  وMathCad و Sigma plot و Sigma Scan وCorel Draw و Excel و Wordperfect و MS Word for Windows , بالإضافة لإتقانه اللغتين الإنكليزية والفرنسية .

وتمت دعوته كأستاذ محاضر من قبل عدة جامعات بينها جامعة دمشق وجامعة صفاقس في تونس والجامعة الأردنية وجامعة اليرموك في الأردن , ونشر نحو 55 ورقة ونشرة علمية في المجلات المحكمة والمؤتمرات العلمية على مستوى العالم , وهو حائز على عضوية عليا " عضو سنيور" في المعهد العالي للهندسة الالكترونية والكهربائية  "IEEE" الذي ينشر نحو 33 بالمئة من الإنتاج الفكري العالمي  .

ونظراً لاهتماماته بالطاقات المتجددة ورغبته بالعمل لخدمه بلده , تقاعد من المركز القومي الكندي للأبحاث , وتفرغ للعمل بالشركة التي أسسها " شركة الطاقة الشمسية والاستشارات الكهربائية " ( Solar Energy and power Consulting-Inc ) حيث يساهم في تقديم الخدمات الاستشارية حول الطاقات المتجددة للجامعات والشركات المختلفة في عدة بلدان مثل كندا وأندونيسيا , وترجم كتاب " الطاقة المستدامة " إلى اللغة العربية بالاشتراك مع الدكتور المهندس فريد أبو حامد.

الجدير ذكره أن البروفيسور محمود أبو دقة , عمل في بداية مسيرته العلمية بدوام جزئي في كلية الهندسة الكهربائية والميكانيكية بجامعة دمشق بين عامي 1978 و1984 في تدريس مشاريع الإنارة الخارجية والكترونيات الطاقة والآلات الكهربائية , وعمل أيضاً في الشركة العامة لصناعة الكابلات الكهربائية بدمشق في مجال تطوير وتنفيذ نظام مراجعة الجودة لشركة وتركيب وصيانة الآلات الكهربائية , كما عمل مهندساً مسؤولاً عن صيانة المعدات الكهربائية ( مثل محولات التوزيع وأجهزة الحماية وأنظمة التحكم وسواها) في معمل اسمنت عدرا , وأشرف على تركيب أجهزة ومعدات كهربائية جديدة  , ومنذ تشرين الأول عام 1978 وحتى الوقت الحاضر يعمل كاستشاري مهندس كهربائي محترف في مجال مراجعة تصاميم العديد من المباني السكنية والطبية والتجارية الجديدة. 

والبروفيسور محمود أبو دقة متزوج من السيدة  إحسان حاطوم ولديه ابنان , إياد  حاصل على الماجستير في الاقتصاد والسياسة في كندا وميلاد/ حاصل على الدكتوراره في الفوتونيكس وأسس شركة للذكاء الاصطناعي في أستراليا , وابنتان ريمة ودانيا/ علم نفس في أدمينتون في كندا .

الساعة 25 : سهيل حاطوم