البناء العمراني الحديث يكتسح الجزء الجنوبي من سوق الحمزات التراثي
السويداء25- سهيل حاطوم:
يبدو أن سوق الحمزات الذي يشكل جزءاً هاماً من ذاكرة مدينة السويداء في طريقه للزوال حاله حال الكثير من المواقع الأثرية التي يتهددها البناء العمراني الحديث في ظل انتشار المخالفات والتعديات على الآثار في محافظة السويداء والتي ارتفعت وتيرتها خلال الأزمة الراهنة.
فالسوق الذي يقع في الجهة الجنوبية من مركز مدينة السويداء والمسجل ضمن المواقع التراثية ذات الطراز الفرنسي تم اكتساح الجزء الجنوبي منه بالكامل بالبناء العمراني الحديث "والحبل على عالجرار" بحجة أن الجهة الشمالية من السوق مسجلة ضمن المواقع التراثية ذات الطراز الفرنسي بينما الجهة الجنوبية غير مسجلة ضمن المواقع التراثية وبالتالي السماح بالبناء جاء ضمن اشتراطات بحيث تكون بالارتفاع نفسه للمحال في الجهة الشمالية وأن يتم كساؤها الخارجي بالحجر البازلتي.
رئيس فرع جمعية العاديات بالسويداء /محمد طربيه/ أوضح أن السوق يعد أحد أقدم أسواق مدينة السويداء ويرتبط بشكل وثيق بذاكرة الناس ويشكل مقصداً للمتسوقين الذين يجدون في محلاته المواد ذات الصبغة التاريخية والتراثية من النباتات الطبية والبهارات والتوابل بمختلف أصنافها والعطورات والبذور الزراعية والقطن والصوف والمطرزات والأشغال اليدوية والخرداوات وأدوات الخياطة والسمون والزيوت والمستلزمات المنزلية.
وبيّن /طربيه/ أنه تم خلال الأشهر الماضية طمس الجزء الجنوبي منه تحت شعار تحديث البناء وسعياً وراء الغايات المادية، وبالرغم من الوعود من الجهات المعنية بأن يكون الكساء الخارجي من الحجر الأسود إلا أن الشكل الخارجي للأبنية المشادة لن يكون تراثياً ولا يراعي الاشتراطات المذكورة ولا ينسجم مع المظهر العام للمنطقة التي تحتوي على المواقع التراثية، لافتاً إلى أن فرع الجمعية رفع عدة كتب للمحافظة حول التعديات المتعلقة بتغيير معالم عدد من المواقع الأثرية خاصةً على الشارع المحوري ولاسيما منطقة المشنقة وجوارها إلا أن النتائج لم تكن إيجابية.
ويحظى السوق الذي تم بناء أول محل فيه عام 1905 والذي تنسب تسميته إلى "آل حمزة" الذين توارثوا معظم محلاته أباً عن جد بشهرة واسعة في محافظة السويداء، حيث يقع في نهاية ساحة الفخار (نهاية سوق القمح) من الجنوب ويحده من الشرق شارع الاتحاد ومن الشمال محلات الأقمشة وصياغ الذهب ومن الغرب سوق القمح الذي يعتبر امتداداً له.