الخطف..ظاهرة استفحلت في السويداء والحلول غائبة
الساعة 25_ زينة البربور
سنكون يوماً ما نريد.. جملة آمنا بها منذ سنوات عدة وكنا نحلم دائما بقدوم ذلك اليوم، ولكن لم نكن نتصور بشاعة هذا الزمن الذي وصلنا إليه، زمن بات فيه القريب غريب بكل ما تعنيه الكلمة،والموت أقرب لنا من أنفسنا بالرغم من موتنا كل يوم ألف مرة من فقر وغلاء وفوضى تسود حياتنا.
مافيا الغرب باتت حقاً في السويداء ولكن للأسف مافيا دمها وعرقها واحد، باعت حتى الأخلاق مستغلة تراخي الجهات المعنية في المحافظة دونما رادع لتستمر بممارساتها بوتيرة متصاعدة بعد أن شهدت السويداء خلال الأشهر الماضية عشرات حالات الخطف معظمها لمواطنين من خارج المحافظة بغية الحصول على فدى مالية بالملايين .
وكان لانتشار السلاح العشوائي والسيارات المفيمة دورها الكبير في مساعدة هذه العصابات على تحقيق مرادها بشكل أسرع مع العلم أن القانون حد من وضع الفيمه للسيارات لكن لا جدوى , فمنذ فترة وجيزة تعرض شاب في إحدى القرى ذو 16 عاماً لمحاولة خطف وهو بطريقه للمدرسة من قبل عصابة تقود فان كبير وبعد مقاومة الشاب تعرض للضرب والتعذيب ولحسن حظه قدم باص نقل , مادفع بالعصابة لرمي الشاب والفرار, ولكن السؤال هل يعقل أن تتم عملية خطف في وضح النهار وبهذه البساطة ؟ وأي زمن وصلنا إليه حقاً؟؟؟
ولن نقف هنا وحسب, فالخطف لم يعد يستهدف أبناء السويداء فحسب وإنما تعدى ليطال مواطنين من محافظات عدة قصدوا السويداء للعمل أو للزيارة مع طلب فدية مالية تفوق 50 مليون والبعض منهم استخدموا حسابات مستعارة على الفيسبوك لاستدراج مواطنين أبرياء وإهانتهم بشتى أنواع التعذيب قبل تسليمهم بغاية الثأر تارة والطمع واستغلال أصحاب رؤوس الأموال تارة أخرى, حيث تعرض شاب لبناني للخطف عند دخوله السويداء وحسب مجريات التحقيق تبين أن الشاب يقصد المحافظة بين الحين والآخر للعمل مع شركة تجارية وبعد طلب فدية مالية فاقت 10 مليون تم تحريره ولكن بعد تعرضه للضرب والتعذيب .
وفي تصريح منذ مدة وجيزة للدكتور علي حيدر وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية أوضح أن هذه الظاهرة لا تعالج بالكلمة الطيبة إنما تحتاج إلى قمع لأنها ظاهرة جنائية ونتائجها خطيرة على المجتمع ككل وعلى المنطقة التي تتحول لبؤرة لهكذا نوع من الأعمال, والحل الوحيد التحرك الفعلي للدولة وجمع السلاح العشوائي وتوقيف المتهمين وتقديمهم للمحاكمات.
ولطالما أوجعتنا الحرب خلال ثمان سنوات مضت، وأبكانا كل شهيد راح ضحيتها ولكنها لم توجعنا كما أوجعتنا اليوم , حيث أتاحت الفرصة أمام مستغليها ليعبروا عن أخلاقهم الرديئة متذرعين بالفقر والحرب بعد أن بتنا في زمن أصبح فيه غريمنا بيننا.
فالفقر الذي يتذرعون به لتبرير أفعالهم ماهو إلا نتيجة عكستها أفكارهم اللاإنسانية ,ولكن إن كان هدفهم البحث حقاً عن طريقة لتغيير حياتهم للأفضل ماعليهم إلا استعادة ضميرهم الغائب منذ سنوات، فكل منا سيغيرها ولكن بإنسانيتنا لا بحقدنا.. بعدلنا لا بظلمنا..