السويداء25- مجدي معروف:

ينتمي الدراق إلى فصيلة الثمار ذات النواة الحجرية أي الثمار اللوزية، ويعد مورداً اقتصادياً فعالاً وخاصة مع تطور زراعته وإدخال أصناف جديدة منه، وهذا ما تم العمل عليه مؤخراً في السويداء التي كانت سبّاقة في إنشاء مشاريع الدراق النموذجي الأول من نوعه.

وفي لقاءٍ "للسويداء25" مع صاحب هذا المشروع غسان البريحي قال: إن زراعة الدراق موجودة في سورية منذ زمن بعيد، لكننا امتلكنا المقومات الأفضل من أشجارٍ وطريقة زراعةٍ وجهدٍ ومستلزماتٍ ليكون مشروعنا الأول ليس فقط في السويداء بل في سورية كلها، حيث يتمتع هذا الصنف الإيطالي الذي نزرعه بغزارة إنتاجٍ ومقاومة كافة الظروف والأمراض الذي تصيب شجر الدراق.

وأضاف البريحي كانت نتائج تجربتنا رائعة حيث يصمد هذا النوع خلال فترة التصدير دون تبريد لـ10 أيامٍ كاملةٍ ولا يصاب بالتعفن، كما يتحمل التبريد 50 يوماً تقريباً، لذلك عند تصديره إلى دول بعيدة مثل السعودية يصل وكأنه مقطوف الآن، وهذا ما يجعل أصنافنا من أجود الأصناف الموجودة.

وتابع .. يتميز هذا الصنف بقشرته القاسية، ومذاقه الحلو، وليس له تكاليف كبيرة إلا في السنة الأولى من الزراعة، حيث يبدأ بإعطاء الثمر بعد السنة الثانية والثالثة من زراعته، وفي السنة الربعة يمكن البدء بالتصدير التجاري بشكلٍ فعالٍ، حيث تضاهي هذه المشاريع الاستثمارية بأرباحها مشاريع الأبنية والشقق السكنية المُتهافت عليها من قبل المستثمرين في الوقت الحالي.

وعن طريقة زراعة معرشاته الشجرية، قال البريحي نقوم بزراعة الأشجار قرب بعضها البعض بمقدار 1.5 متر بين كل شجرتين، ثم ننصب أوتاداً من كل جهة على سرب الأشجار المزروعة الذي يصل طوله 200 متراً وبارتفاع 4 أمتار، بعدها نقوم بشد حبالٍ بين هذا الأوتاد تحمل أغصان الأشجار الرئيسية عليها، وبهذا نوفر مساحةً كبيرةً من الأرض المزروعة، مما يساعد على زيادة الإنتاج إضافةً لتسيهل وتقليل تكاليف عمليات الرش والتقليم والقطاف عن المتبعة في الزراعة التقليدية.

ويشجع البريحي الفلاحين على التفكير خارج الصندوق والاتجاه لهذه الزراعة، حيث تقوم سورية باستيراد الدراق من الخارج رغم وجود الأرض الخصبة والأجواء المناسبة لزراعته خاصةَ في السويداء، وفي حال قدمت الحكومة التسهيلات اللازمة في تصدير واستيراد أصناف جديدة سوف نرى مشاريع تعود على الفلاحين بالملايين، منوهاً أنه مستعد لتقديم المساعدة لأي شخص يرغب بزراعته في السويداء لإغناء المحافظة بالأصناف الجيدة وإدخال الزراعة الحديثة الاستثمارية عليها.

الجدير بالذكر أن مشروع الدراق النموذجي لصاحبيه غسان البريحي ووليد حامد يمتد على مساحة 500 دونم من الدراق بكافة أصنافه أغلبها في قرية عرى غرب محافظة السويداء.