السيلاج أو العلف الأخضر .. ثروة على طرقات السويداء
السيلاج أو العلف الأخضر .. ثروة على طرقات السويداء
الساعة 25- أسامة ياسين
يبدو لافتاً هذا العام نمو الحشائش والأعشاب البرية بشكل كبير نتيجة الهطولات المطرية الغزيرة التي شهدتها المحافظة خلال الموسم الحالي , حيث تجاوز ارتفاعها في بعض المناطق المتر ونصف المتر .
وتشكل تلك الأعشاب والحشائش بحد ذاتها ثروة هامة في حال جرى استثمارها بشكل صحيح وإلا فإنها ستتعرض لليباس وتشكل خطراً ينجم عنه نشوب الحرائق في الصيف واختباء الأفاعي والزواحف الخطرة فيها نظرا لكثافتها وتشابكها مع بعضها.
وتسمى هذه الثروة بـ " السيلاج" أو العلف الأخضر الذي يحفظ ويجهز عن طريق عملية التخمير أو عملية السيلجة " ليستخدم كعلف للحيوانات سهل الهضم وذو قيمة غذائية مرتفعة باعتباره أخضر اللون ورطوبته طبيعية وصحي يحوي الكثير من الفيتامينات لتشابهه مع العلف الطازج الذي أخذ منه, حيث تتيح هذه الطريقة للمربين التخزين خاصة في حال كان المناخ غير ملائم للتجفيف .
عملية السيلجة تتطلب أماكن أصغر للتخزين وحجم عمل أقل، وأخطار الحريق لا تصل للعلف الأخضر المخزن, كما تتطلب أماكن محصورة عن الهواء وتسمى بالصوامع أو المكمورات، ويمكن أيضًا استعمال أكياس بلاستيكية, حيث ينضج السيلاج في المكمورة عادة خلال فترة تتراوح بين / 30-40 / يوماً وتتوقف هذه المدة على نوعية النبات المستخدم.
وتقول الأبحاث العلمية ..إن " السيلاج" لايعطى للحيوان إلا بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر, ويجب أخذ الحيطة عند فتح المكمورة أو إزالة الغطاء عنها وذلك لاحتمال وجود بعض الغازات السامة على سطحها العلوي مثل غاز ثاني أكسيد الكربون أو بعض أكاسيد النيتروجين, ويفضل إعادة الغطاء بعد أخذ الكمية حتى لا يفقد السيلاج قيمته الغذائية ,
المهندسة الزراعية / ندى العبد الله/ تشير إلى أن الغطاء النباتي خلال الموسم الحالي والذي يوجد بجانب الطرقات يستطيع أن يشكل نحو / 90 - 95 / بالمئة من حاجة الحيوان الغذائية في هذا الوقت.
كما يبين / أبو أدهم/ وهو مربي أبقار من قرية الثعلة بأن المربين كانوا قديماً يأخذون الأعشاب الخضراء ويخزنوها بحفر كي لا تتعرض للهواء أو يجمعونها فوق بعضها ويغطونها جيداً لتتم عملية السيلجة وليحصلوا على السيلاج المخزن بعد مرور شهرين تقريباً.
وتشكل وفرة الغطاء النباتي بشكل كبير هذا العام فرصة هامة لمربي الثروة الحيوانية لتخزينه ومعالجته ومواجهة ارتفاع أسعار الأعلاف الجاهزة التي تمثل بحسب عدد من مربي الأبقار حوالي / 60 – 65 / بالمئة من تكلفة الإنتاج , حيث أن سعر الكيلو من العلف المركز الجريش أو الكسبة يبلغ نحو 160 ليرة , وسعر كيلو التبن حوالي 100 ليرة مما ينعكس على غلاء اللحوم و الألبان .
وعلى سبيل المثال فإن البقرة الواحدة من أبقار الفريزيان تحتاج إلى ما يقارب 12 كيلو من العلف المركز بالإضافة إلى 10 كغ من التبن لتعطي حوالي/ 20 – 25/ لتراً من الحليب يومياً , فيما يتراوح سعر كيلو الحليب بين / 450 - 500 / ليرة , أي أن التغذية تشكل نصف تكلفة الإنتاج بالنسبة للمربي.
وهنا يمكن القول إن الإستفادة من وفرة الغطاء النباتي لهذا العام بشكل علمي وعملي
يمكن أن يساهم بتخفيض الأسعار حوالي 20 بالمئة خلال الموسم على الأقل بما يعود بالخير على المربين والزبائن على حد سواء.