2021 Dec 26

الفرز الطبقي في سورية.. إما فوق أو في الدرك الأسفل !!!

الساعة 25:طلال ماضي

انقسم المجتمع في سورية إلى طبقتين لا ثالث لهما، إما أن تكون من المجتمع المخملي، أو من الشعب الجائع، حتى لو تدرّجت النسب في كل طبقة بين الغني والأكثر غنى، وبين الفقير ومن يأكل من القمامة .

الحجوزات في مطاعم دمشق في سهرة الميلاد ورأس السنة تراوحت أجرة الكرسي بين ١٥٠ و٥٠٠ ألف ليرة سورية، ومع أن هذا الرقم يعتبر مرتفعاً، إلا أن جميع الكراسي محجوزة، وحتى الاحتياط منها هناك من ينتظر لإشغالها .

وفي المقابل , هناك العديد وغالبية الفقراء تشتهي سندويشة الشاورما التي ارتفع سعرها إلى ٤٥٠٠ وقل اللّحم فيها من ١٠٠ إلى ٥٠ غرام , وهناك العديد من الأسر التي تبحث عن آلية لتشوي لأطفالها كم قطعة من اللحم حتى لو كانت جوانح فروج ولن نقول وردة أو شيش لعلها تسعدهم ومنهم من يحاول أن يسعد أطفاله بقطعة بسكويت إن توفرت.

الفوارق الطّبقية في سورية أصبحت صارخةً وفاقعة وسرقت الابتسامة والتكاتف العائلي، وزرعت مكانه الحقد واللئم والنقمة، كون أصحاب الفئة التي زاد غناها كان على حساب ومن جيبة الفقراء من دون حسيب أو رقيب، وبإشراف حكومي ومبررات ما أنزل الله بها من سلطان، من العقوبات الاقتصادية، والحصار، والأزمة وكورونا، والجفاف وغيرها.

نبحث عن الطبقة الوسطى في سورية، عن وجوه أبنائها من العاملين في الدولة.. عن عاداتها الاستهلاكية عن كرمها وحضورها الاجتماعي في مساعدة الآخرين عن طقوسها يوم الجمعة عن مائدتها المتواضعة والغنية بالحب والكرم لا نجدهم، إما قد سقطوا مجبرين في حفرة الفقر، أو غادروا البلاد.

الفيلسوف أرسطو الذي اعتقد أن الطبقات كيانات ذاتية وليست موضوعية، وأن الطبقة الوسطى التي للأسف اندثرت من سورية هي حجر الزاوية للحكم الديمقراطي، واعتقد والحديث لأرسطو أنه حيثما تكن الطبقة الوسطى متنوعة وقوية، فإن هناك احتمالات أكبر لأن تكون البلاد ديمقراطية مستقرة، والعكس بالعكس، لكن للأسف لم تصل هذه الرسالة إلى من يهمه الأمر في سورية، ولم تتحسس عن غياب الطبقة الوسطى وآخر همه الديمقراطية.