انحراف أبنائنا بات بأيدينا
الساعة 25: زينة البربور
لا ينكر عاقل أن وجود شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أصبح واقعا لابد منه في حياتنا سواء لأغراض التعلم أو التواصل أو حتى التسلية والترفيه، ولكن هذه الأخيرة أصبحت تأخذ مكاناً أكبر من اللازم في حياة أطفالنا حيث أصبحت عقولهم قالباً مجمداً مهمتها التلقي فقط دون التفكير وتنفيذ أوامر بعض الألعاب كلعبة مريم وغيرها التي تسببت بعدة حالات وفاة في العالم وبالأخص في المجتمع العربي.
لكن السؤال أين رقابة الاهل؟ ومن المسؤول الأول عن تفشي هذه الظاهرة؟ وهل من الممكن الحد من تغلغل هذا المرض في عقول أبنائنا؟
أطفال دون السبع سنوات يحملون أجهزة الاتصال ويمضون معظم أوقاتهم على شبكة الانترنت، مع غياب واضح لرقابة الأهل وتعلقهم بالإنترنت أكثر من أطفالهم وعدم الانتباه للمضامين التي يتصفحها الأطفال حيث تعرض الكثير من المواقع صور وفيديوهات غير أخلاقية بمجرد الدخول اليها حتى لو كان الموقع خاص بالأطفال.
وحسب رأي المرشدة النفسية رئيسة شعبة الدراسات في الخدمات الفنية بالسويداء الأستاذة ناديا الدبيسي اولى أسباب هذه الظاهرة هي الاقتداء بالأهل فعدد كبير من النساء ينشغلون بهواتفهم وينسون أولادهم جالسين لوقت طويل أمام شبكة الانترنت بما فيها من مغريات وبهذا تحولت هذه الوسائل من وسائل اتصال إلى وسائل انفصال عن العائلة والأطفال واضافت الدبيسي أن الوقت المناسب لتعرض الطفل للانترنت هو مرة أو مرتان في الأسبوع وبوقت لايزيد عن نصف ساعة للأطفال دون 12 سنة وبوجود الأهل.
إن تعلق الطفل بعالم افتراضي وانعزاله عن محيطه الاجتماعي له انعكاسات سلبية كبيرة على الجانب النفسي والذهني والانفعالي والاجتماعي للطفل فمحاولة أحد الأطفال شنق أخيه تقليدا لبرنامج كرتوني ما هو إلا تقليد أعمى نتيجة مشاهدته لما يفوق مستواه العقلي.
كما أن مهارات الطفل تضعف وتصاب بالتراجع وتزداد نسبة العدوانية الاجتماعية لديه وعلى النقيض هناك أطفال يصابون بالخجل والانطوائية لعدم نمو المهارات الاجتماعية والتواصل الإجتماعي الجسدي والإيمائي عندهم .
وترى الدبيسي أن انتشار الصور المباحة والجريئة زادت من البعد عن الأخلاق ودرجت مفاهيم غريبة عن مجتمعاتنا وتقول: "هناك بيوت هدمت بسبب ذلك "
آراء متنوعة للامهات حول هذا الموضوع "فأم عمر" ترى أن شبكة الانترنت تجعل أطفالنا أكثر قربا من الحياة في عصر التكنولوجيا، أما "أم تيم" لها رأي مخالف حيث قالت أن وجود الانترنت في حياة أطفالنا يودي بهم للفشل ولا نستطيع مراقبة ما يشاهده أطفالنا في كل الأوقات .
وبحسب رأي آخر " لم يسبق لي أن أعطيت طفلتي هاتفي للعب فيه والأمر يعود لتجربتي مع أطفال أخواتي المتعلقين بدرجة كبيرة بهذه الهواتف وتطبيقاتها ".
وفي ظل هذا الانفتاح الواسع وعدم القدرة على ضبط مضامين ما يشاهده اطفالنا يرى الأستاذ بسام الريشاني المرشد النفسي في نقابة المعلمين "إن الدور الأول هو مراقبة الأهل لأولادهم وتوعيتهم ومتابعة أخبارهم بشكل دائم للتعرف على مشكلاتهم وتحديد نوع البرامج التي يتعرضون لها حسب أعمارهم وملكاتهم العقلية وتنظيم وقتهم بين النوم الكافي والدراسة إضافة لدور المدرسة المكمل لدور الاهل من خلال تفعيل دور المرشد لتوجيه الطفل نحو أفكار سليمة ونشر حملات ومحاضرات التوعية لنرتقي بجيل نحن بأشد الحاجة له في الفترة الراهنة".
قد يرى البعض أن الهدف المباشر للإنترنت هو تدمير عقول شبابنا والتحكم بمشاعرهم سعياً لنشر ثقافة دخيلة منافية للأخلاق في المجتمعات العربية وبينما يرفض آخرون هذه الفكرة نؤكد على أن كل جديد هو سيف ذو حدين إذا ما أحسنا استخدامه .