باحث في هيئة الطاقة الذرية: المتة ملوثة بمواد مشعة وشربها بكثرة ضار جداً
الساعة 25- منوعات:
كشفت دراسة إحصائية أجريت في المناطق التي يستعمل فيها منقوع المتة الساخن كشراب واسع الانتشار، ولاسيما في سورية ولبنان، بنسبة عالية، أن بعض مسببات الالتهابات البولية، والرمال البولية، والحصاة الكلسية خاصة، (التي لا تخلو منها عائلة تقريباً في السويداء)، تعود له!.
و تشير الدراسات الاستقصائية والتجريبية يمكن أن نجمل أهم الخواص التي يتمتع بها شراب المتة، فالكل يعلم أنه قبل استعمال أوراق المتة يتم تجفيفها بصوان على لهيب، ثم تحميصها لقتل أنزيمات التخمر، والحفاظ على اللون الأخضر كي لا يتحول إلى لون أسود عند التجفيف الطبيعي، ثم تجرش وتعبأ في عبوات خاصة كالعبوات المعروفة في بلادنا، حيث تصبح جاهزة للاستعمال، ويستعمل منقوع المتة الساخن الذي قد يحلّى قليلاً بالسكر بديلاً عن الشاي والقهوة لعدم الشعور بالعطش، ويزيد من الحركات التقلصية للأمعاء، ونتيجة لاحتواء الأوراق على “قلويد الكافئين” فإن استعمالها يؤدي إلى تنبيه الجملة العصبية المركزية، مشابهة بذلك للتأثير الناتج عن شرب القهوة والشاي.
يقول الأستاذ الدكتور عادل الحرفوش، الباحث في هيئة الطاقة الذرية السورية: إنه لدى الدراسة المخبرية تبيّن أن أنواع المتة المستوردة من الأرجنتين ملوثة بنظير البولونيوم-210 المشع (المصدر لجسيمات ألفا)، ونظراً لانحلال جزء كبير من نظير البولونيوم هذا في نقيع المتة، وبعد إجراء الحسابات المتعلقة بشدة الإشعاع الصادر عن هذا النظير، تبيّن أن تناول نقيع “باكيت” من المتة (250غ) يؤدي إلى جرعة إشعاع داخلية سنوية قدرها 0,1 ملي سيفرت تقريباً، وبيّن الحرفوش أن هذه الجرعة تكافىء عشر الحد المسموح به لعموم الناس، بغض النظر عن حالتهم الصحية، وإذا أخذنا بعين الاعتبار الحد المسموح به للجرعة الإشعاعية التي تأتي من جميع المواد التي يتناولها الإنسان في غذائه، ومن الهواء المستنشق، ومن البيئة المحيطة، والإشعاع الكوني، ندرك أن التعرّض لجرعة داخلية بهذا القدر من مادة المتة لوحدها يشكّل عاملاً ضاراً جداً ولا يمكن تجاهله، وحذر الدكتور الحرفوش من المبالغة في تناول نقيع المتة، ودعا مركز البحوث الزراعية للبحث عن بدائل محلية لهذه المادة المستوردة، والاستفادة من التنوع الحيوي، وتعدد النباتات الطبية المتوفرة في بلدنا الناجمة عن البيئة الفريدة في منطقتنا الغنية بالإشعاع الشمسي، وبتمايز الفصول الأربعة.
البعث