بنت الرعد على موائد السوريين
الساعة 25- أسامة ياسين:
واضح هو أثر الهطولات المطرية الغزيرة لهذه السنة على الطبيعة، حيث تخطت نسب الأمطار المعدلات السنوية في أغلب المناطق السورية إن لم يكن جميعها لتمتلئ السدود التي كانت شبه خاوية وتتفجر ينابيعاً وودياناً كانت غائبة عن الأنظار لسنوات عديدة ، وبشائر خيرها بدا يتجلى من خلال اكتظاظ الأسواق بالنباتات البرية مثل (العكوب والهندباء والخبيزة والفطر والدردار والمشّا والرشاد والكزبرة) جميعها نباتات تتواجد بالبراري الوعرة والجبال، وتنمو بشكل طبيعي وليس بالزراعة التقليدية .
وفي محافظة السويداء شكلت وفرة هذه النباتات مصدراً للدخل لكثير من الناس ممن عملوا على جلبها وبيعها خلال هذه الأيام ، كما شكلت غذاءً مفيداً ورخيصاً نوعاً ما بالنسبة للمواطن مقارنة بغلاء أسعار الخضار واللحوم.
السيد شريف بائع عربة في السوق ، يبيع أصنافاً متعددة من هذه النباتات البرية ويقول: إنها رخيصة نسبياً تلائم أصحاب الدخل المحدود ، لكن ثمنها لا يتوافق مع مدى وفرتها، خصوصاً نبات العكوب نظراً لصعوبة جلبه من الأراضي البرية البعيدة والوعرة إضافة إلى الخوف من ولوج هذه المناطق الغير آمنة.
وأكثر ما يلفت النظر والانتباه على مستوى الأسواق في جميع المحافظات هو انتشار الكمأة بكثرة حيث يقدر الخبراء الزراعيون الموسم الحالي لـ الكمأة في سوريا بما يقترب من 20 ألف طن تتوزع في مناطق قطافها (بوادي وأرياف حمص وحلب وحماة ودمشق والسويداء ، ودير الزور والرقة جنوباً).
وتسمى الكمأة بالعديد من الأسماء مثل الفقع أو بنت الرعد وهي من أغلى أنواع الفطر، تنمو بعد الرعود وسقوط الامطار على عمق 5 الى15 سم تحت الأرض، وعادة ما يتراوح وزن الكمأة من 30 إلى 300 غرام وهو من ألذ وأغلى أنواع الفطريات .
وللكمأة فوائد طبية كثيرة كعلاج هشاشة العظام والأظافر وسرعة تكسرها ولعلاج اضطرابات الرؤية ، ويقوي جفن العين كما تحتوي على كمية كبيرة من البروتين، ويجب أن تطبخ جيداً ولا تؤكل نيئة حيث تسبب عسر الهضم، وقد أكد الكثيرون أنهم لم يتذوقوا الكماة سابقاً ولا يعرفون فوائدها لكن غزارة كمياته هذه السنة مكنت أغلب المواطنين من شرائها وتذوقها حيث قارب سعر الكيلو منه بين 2000 إلى 1500 ليرة سورية وهو يعادل سعر كيلو لحم الدجاج المذبوح.