الساعة_25:سهيل حاطوم

نحو عشر حالات انتحار شهدتها محافظة السويداء منذ بداية العام الجاري وحتى تاريخه غالبيتها أقدم عليها شباب وشابات بينهم قاصرين.

وبحسب مركز الطب الشرعي في المشفى الوطني بالسويداء فقد تم تسجيل خمس وفيات نجمت عن محاولات الانتحار التي حصلت والتي تنوعت أدواتها بين الطلق الناري  وتناول مبيد حشري أو تسمم دوائي أو تناول مواد كيماوية .

وبالرغم من أن الرقم هو أقل بكثير من معدلات الانتحار في مناطق عديدة حول العالم إلا أن تسجيل مثل هذه الحالات خلال عدة أشهر وفي محافظة السويداء  هو مؤشر لافت  حول ظاهرة بدأت ترتفع وتائرها خاصة خلال سنوات الحرب الأخيرة والتي كان لها تداعيات نفسية واقتصادية واجتماعية .

ووفقاً لمصدر مختص فقد أقدمت فتاة وشاب على تناول مادة كيماوية في محاولتي انتحار منفصلتين, فيما حاولت فتاتين الانتحار عن طريق التسمم الدوائي  , بينما أقدمت فتاة  تعاني من مرض نفسي على محاولة انتحار في السادس والعشرين من تموز الماضي .

وبحسب المصدر فقد سجلت خمس حالات لتعرض عدد من الشبان لإطلاق نار من مسافة قريبة بقصد الانتحار أو من جهة مجهولة حيث تسببت تلك الحالات في وفاة أحدهم نتيجة إصابته بطلق ناري في الرأس  .

 ووفقاً لمختصين فإن ارتفاع حالات الانتحار مرده إلى ازدياد المشاكل والصعوبات الاجتماعية والمادية التي ترافقت مع الأزمة الراهنة  والضغوط النفسية التي تركت آثارها السلبية  على شريحة واسعة من المجتمع في  محافظة السويداء وبخاصة فئة الشباب  بسبب الأوضاع الاقتصادية وقلة فرص العمل والمشاكل العائلية والعاطفية والمخدرات وإدمان المشروبات الكحولية وما يتسبب به من تفاقم حالة الاكتئاب التي تعد أحد أهم الأسباب التي تدفع للانتحار, الأمر الذي يتطلب تكاتف جميع الجهود من مؤسسات رسمية وجمعيات أهلية لتحفيز الحالة الإيجابية لدى هؤلاء الشباب وتقديم مختلف أشكال الدعم المعنوي والنفسي لهم .
والجدير ذكره أن سورية تعد من الدول التي لاتزال فيها نسبة الانتحار منخفضة مقارنة بغير دول حيث تقع في المرتبة 172 من أصل 176 دولة على مؤشر الانتحار وفق الإحصاءات العالمية.