2018 Nov 19

رغم إعطائها البديل.. السكك الحديدية تصرّ على إلحاق الضرر بعشرات المنازل والعقارات غربي السويداء

الساعة 25- سهيل حاطوم:

معاناة تجاوز عمرها ربع قرن من الزمن لعشرات المواطنين من أصحاب المنازل والعقارات غربي مدينة السويداء بدأت منذ عام 1984 عندما تقدم خبراء سوفييت بمقترح لربط مدينة السويداء بالخط الحديدي، وأصبحت أمراً واقعاً بعد أن تم  في مطلع تسعينيات القرن الماضي لحظ المنطقة الواقعة في حي الجولان بمدينة السويداء والبالغة مساحتها حوالي 300  دونم لصالح المؤسسة العامة للسكك الحديدية لتنفيذ محطة قطارات، بالرغم من وقوعها داخل المخطط التنظيمي لمدينة السويداء عام 1992 ووجود سندات تمليك لأصحاب العقارات والمنازل المشادة فيها منذ ثمانينات القرن الماضي.

هذه المعاناة استمرت حتى يومنا هذا في ظل عدم قيام المؤسسة منذ ذاك التاريخ بأي إجراء لناحية استملاك الأرض أو تنفيذ المحطة أو رفع إشارة الرهن عن تلك العقارات ما أدى إلى إبقائها مجمّدة ومنع أصحابها من التصرف بأملاكهم و ألحق بهم ظلماً وجوراً كبيرين لكون الإشارة لم ترفع والمحطة لم تحدث والعقارات لم تستملك، علماً بأن أهالي المنطقة تقدموا بأكثر من ألف اعتراض منذ عام 1992 إلى المؤسسة العامة للسكك الحديدية ومجلس مدينة السويداء بغية رفع إشارة الرهن عن عقاراتهم أو نقل هذه المحطة خارج التجمعات السكنية إلا أنهم لم يحصلوا على أي نتيجة تذكر.

مصدر في محافظة السويداء أكد بأن المحافظة خاطبت المؤسسة في آذار الماضي لبيان إمكانية إحداث محطة قطارات في القطاع المخصص كمركز انطلاق في المدينة الصناعية بأم الزيتون على مساحة / 110/ دونمات، وتمت الموافقة من قبل المؤسسة على هذا المقترح، بالإضافة لإرسال المحافظة كتاباً آخراً للمؤسسة منذ نحو أربعة أشهر لدعوتها لوضع إضبارة تنفيذية للمشروع إلا أنها لم ترد على الكتاب حتى تاريخه، رغم تأكيدها في وقت سابق بأن الموقع المقترح من قبل المحافظة مناسب ويقع من ناحية الخط الحديدي المقترح والموازي لطريق دمشق السويداء وبأنها تقوم بإعداد دراسة جدوى اقتصادية له.

وبعد أن شكلت الموافقة الأخيرة للمؤسسة بارقة أمل بالنسبة للمواطنين المتضررين غربي السويداء لإنهاء معاناتهم إلا أنها سرعان ما تبددت مع إصرار مؤسسة السكك الحديدية على أن المحطة المزمع إنشاؤها في المدينة الصناعية بأم الزيتون ستكون مخصصة فقط لخدمة تلك المدينة، دون أن تلبي الحاجات الخدمية لكامل المحافظة بحجة عدم كفاية المساحة المخصصة لها لتكون محطة رئيسية للشحن والركاب، ما أبقى مصير عشرات عقارات ومنازل المواطنين في غياهب المجهول، فهل سيطول انتظارهم لربع قرن آخر من الزمن لرفع الضرر عنهم ؟؟!!!!!!.

خاص