الساعة25- سهيل حاطوم:

مسيرة ماراثونية شهدها مشفى شهبا تجاوز عمرها الستة عشر عاماً قبل أن تتسلمه مديرية صحة السويداء من الجهات المنفذة مؤخراً.

الاستلام جاء من قبل أعضاء اللجنة المشكلة بتاريخ 8/11/ 2017 والتي طلبت في تقرير الاستلام حسم مبلغ /12,375/ مليون ليرة من الجهة المتعهدة وذلك بسبب عدم مطابقة جملة من الأعمال لدفتر الشروط من بينها عدم مطابقة "درابزين" الأدراج الداخلية للمخططات وسوء تصنيع المنجور المعدني داخل المبنى وسوء نوعية وتركيب بلاط الموزاييك للأرضيات والأسطح والنعلات والرخام التركي للأرضيات والجدران ورخام الواجهات للمبنى وسيراميك الجدران والأرضيات العادي والسيراميك المقاوم للحموضة والطينة الداخلية في كتلة المشفى وسكن الأطباء، بالإضافة إلى مخالفة المنجور الخشبي العازل لجدران الأشعة وسوء تنفيذ الأجهزة الصحية.

وتضمن محضر اللجنة توقيفات بحق الجهة المتعهدة بقيمة / 184,789/ مليون ليرة لقاء عدم تنفيذ أعمال مدنية في مبنى المشفى من الداخل والخارج جاءت ضمن /20 / بنداً وأعمال كهربائية شملت / 18 / بنداً وأعمال ميكانيكية بلغت /11/ بنداً وأعمال صحية تم تبويبها في /7 / بنود، حيث منحت اللجنة الجهة المتعهدة مهلة /90 / يوماً لتنفيذ الأعمال الواردة في بنود التوقيفات وفي حال نفاذ المدة فإن قيمة التوقيفات ستعتبر بحكم الحسميات، وطلبت أيضاً عند تنفيذ أي بند من بنود التوقيفات إعلامها خطياً بكل مراحل العمل ليتم استلامها أصولاً.

كما تحفظت لجنة الاستلام على الأعمال غير المرئية والعيوب التي قد تطرأ خلال فترة الضمان البالغة مدتها سنة وعلى دراسة شبكة الإطفاء وفعاليتها ودراسة وتنفيذ دورات المياه في المشفى وعدم وجود مسكات الأبواب الخارجية لأقسام الإسعاف والتوليد والمدخل الرئيسي بالإضافة إلى كافة الأعمال الكهربائية غير المرئية ومجموعات التوليد وتسرب المياه من الأبواب الخارجية.

وبالرغم من تتالي الوعود الكثيرة التي أطلقت من قبل المعنيين بأن المشفى الذي بدأ العمل به في عام 2003 سيوضع بالخدمة منذ سنوات إلا أن تلك الوعود لم تر النور حتى تاريخه نتيجة جملة من المعوقات التي شكلت حجر عثرة أمام إنجاز المشفى بشكل نهائي واستلامه من قبل مديرية الصحة وأبرزها تأخر توريد وإنجاز تركيب شبكة الغازات الطبية في المشفى والتي كانت بمثابة العقدة أمام وضعه في الخدمة و تهرب المتعهدين من التزاماتهم بعد توقيع خمسة عقود لتنفيذ هذه الشبكة خلال السنوات الماضية كان مصيرها الفشل.

أضف لذلك توقف العمل بالمشروع مع بداية الأزمة وما تبعها من تأثير لفروقات الأسعار على صرف العقود المبرمة للتنفيذ ومشكلة التوازن السعري بالإضافة إلى وجود جملة من الملاحظات المتعلقة بالتنفيذ الأمر الذي حال دون استلامه خلال الفترة السابقة من قبل مديرية الصحة ولجنة الاستلام الآنفة الذكر.

وفي ظل تأكيدات المعنيين في صحة السويداء بأن القسم الأعظم من تجهيزات المشفى الطبية ومعداته من أسرة وأجهزة حديثة متوفرة وانتهاء إجراءات تسليمه من الشركات المنفذة وتجريب جميع المنظومات للتأكد من جهوزيتها، يأمل أبناء المحافظة وأبناء منطقة شهبا على وجه الخصوص الإسراع  في تركيب تجهيزاته ومعداته الطبية والأثاث اللازم لوضعه بالخدمة ووضع حد لهذه المسيرة الماراثونية التي قاربت العشرين عاماً خاصة وأن المشفى يخدم نحو 150 ألف مواطن من 34 قرية في منطقة شهبا.

يشار إلى أن المشفى يتكون من ثلاثة طوابق بمساحة طابقية تبلغ 220 متراً مربعاً وقبو ويتسع لـ 60 سريراً مع إمكانية زيادتها إلى أكثر من 100 سرير، كما يشمل أقساماً للأطفال والإسعاف والولادات وغرف التجهيزات الميكانيكية ووحدات المعالجة المتضمنة "المراجل والحراقات والمداخن".