فت الأموال على الاستيراد وتقنينها للإنتاج ... 1500 مليار لشراء القمح و50 مليار فقط لدعم الزراعة !!..
من يدقّق في الاعتمادات الأولية لمشروع الموازنة العامة للدولة لعام 2023، وتوزيع الاعتمادات على الدعم الاجتماعي 4927 مليار ليرة موزعة إلى 50 مليار ليرة للصندوق الوطني للمعونة الاجتماعي، وهذا الرقم يعتبر اليوم قليل جداً، و50 مليار ليرة لصندوق دعم الإنتاج الزراعي، وهذا الرقم لا يشكل أي قيمة مضافة في ظل الغلاء الفاحش في أسعار المواد الأولية ومصاريف التشغيل، وفي المقابل تخصيص 1500 مليار ليرة لدعم الدقيق التمويني لا بد من التوقف.
والسؤال ؟ لماذا نهمل الزراعة ونخصص الأموال من أجل استيراد الدقيق؟ لماذا لا نخصص ربع هذا المبلغ لإعادة إحياء جميع الأراضي التي كانت تزرع بالقمح في منطقة الاستقرار الأولى والثانية، ونركز على زراعة المساحة المروية في المناطق الآمنة القادرة على تأمين حاجة البلد من الدقيق التمويني والمقدرة بـ 1.8 مليون طن .
1500 مليار هل تعرفون ماذا قادرة أن تفعل ياجماعة لو تم زراعتها بشكل صحيح وعلمي في الأراضي السورية، ماذا ستنتج؟ أخبركم أنها قادرة على تأمين أفضل أنواع البذار، وأفضل أنواع الأسمدة، وأفضل أنواع التعليب والتغليف، وتأمين السماد العضوي، وغزو العالم بالمنتجات الزراعية السورية العضوية, لكن كيف ؟ طبعاً ليس بطريقة التخطيط المتبعة حالياً وليس العمل بنفس العقلية.
300 مليون دولار يا سادة قادرة على إنعاش المداجن في ريف حلب والمباقر التي خرجت من الخدمة، وتحديث خطوط الإنتاج والتعاقد مع الفلاحين لزراعة القمح والشوندر والقطن والعنب والذرة والفستق والفواكه، وإيجاد أسواق للتصدير وهذه المبالغ والدولارات ستعود إلى خزينة الدولة خلال أقل من عام دورة زراعية واحدة، وإذا كنتم لا تصدقوا فهذا قراركم لكن جميع الظروف العالمية والجفاف والأرض السورية الخيرة والفلاح النشيط والراغب بعودته إلى أرضه تؤكد أن دورة الإنتاج ستكون وفيرة جداً .
الفلاح يقول لكم دائماً أعطوني السعر الذي أرغبه وخدوا المنتجات التي ترغبونها، ومن اجتهاده استطاع أن يأتي بالمنتجات الاستوائية وينتج منها، واستطاع تحسين انتاج الدخان والزيتون والحمضيات والخضروات والفواكه وتربية الديدان، واستطاع أن يعيد تشغيل معمل سكر تل سلحب، ولو حصل على أتعابه لكان إنتاجه قادر على تشغيل ثلاثة معامل للسكر، والجميع يعرف ما حصل لموسم الشوندر من تأخير وغيرها.
من يريد إنتاج زراعي عليه أن يفت مصاري، والسؤال الغريب كيف الحكومة تقوي قلبها لرصد مبلغ 1500 مليار لاستيراد الدقيق، ولا تقوي قلبها لرصد نصف هذا المبلغ لدعم الإنتاج الزراعي النهائي، أي تمنح كل مزارع سلّم طن من القمح 100 كيلو سماد مجاناً ، و200 ألف ليرة دعم، وتسعّر سعر كيلو القمح من اليوم كما هو في السوق السوداء ب5000 ليرة، كم سيبقى فلاح من دون إنتاج في حال وضعت الحكومة هذا السعر؟ هل سيبقى شبر في سورية من دون زراعة.. أتوقع كلا لكن للأسف لم استوعب أرقام الحكومة .
الساعة 25: طلال ماضي