السويداء25- هبة حسون:

لطالما كان الفن وليد المعاناة أو ربما ملاصقاً لها .. فهي الخلّاقة والمنتجة لأنواع الإبداع ..

ونتيجة لسنوات الحرب التي عاشتها سورية كان للمسرح دور فعّال في تجسيد تلك المعاناة .. عبر العديد من المسرحيات والفنون التي تؤدّي رسالةً ما على خشبة المسرح....

فرقة شهرزاد السوريّة هي إحدى الفرق الراقصة المتميّزة التي ظهرت في السنوات الأخيرة وكانت لها بصمة واضحة رغم حداثة عهدها، والتي استطاعت رغم الألم الذي عاشه البلد رسم فرحةٍ ينتظرها جمهورها من خلال وجوه أفرادها الباسمة دائماً وتناغم الحركة واللحن.

يقول مازن الحكيم مؤسس ومدرب الفرقة :

"بدأت الفكرة من الحاجة للفن خاصةً في المحافظة الولّادة له منذ القدم .. بدأنا بتأهيل وتدريب مجموعة من الشباب الهواة وصولاً للأعمال المسرحية والمشاركة بالأعمال الخاصة وكل ذلك عبر خبراء بالمجال الرياضي والفن الراقص"

وأضاف: "أول عمل لنا حمل اسم /أبواب الشام/ كان يتحدث عن مرحلة ما قبل الأزمة والتنوّع السوري الذي كان موجوداً حينها ديموغرافياً وجغرافياً .. وتلاه عمل /شراكة خيل/ والذي يشير لأقدم وثيقة لشراكة الخيل وجدت في السويداء وتسبق الوثيقة الموجودة في مدينة نجد بـ 8 سنوات"

وعن خصوصية الفرقة قال الحكيم:

"تقصدنا تسميتها باسم شهرزاد (أميرة الحكايا) للدلالة على حملها أهم الرسائل والقيم، ففي كل عملٍ حكاية وخصوصية بحيث لا يشبه الآخر وهذا ما تختلف به عن باقي الفرق الراقصة الحاضرة حالياً"

وأضاف: "كان لمهرجان سلطان باشا الأطرش والذي قدمنا عرض افتتاحه لثلاث سنوات متتالية منذ 2016 خصوصيّة، إضافةً لمشاركات عدّة في السويداء وخارجها كملتقى النحت في كلية الفنون، وتكريم ذوي الشهداء وحفلات تخريج عدد من الكليات، كما مثّلت الفرقة السويداء في عدة مهرجانات خارجها كمهرجان حلب الأدبي وحمص وطرطوس وغيرها ويتم التحضير لمهرجان عيد الجيش في دير الزور قريباً"

وتحاول الفرقة دائماً مراعاة المساهمات الخيرية في أعمالها فكان لها بصمةً إنسانيّةً في دار اليتيم والمخيمات والجمعيات الخيرية أيضاً.

وعن الأعمال القادمة أوضح الحكيم:

نعمل حالياً على التأسيس لجيل شهرزاد القادم عبر اختيار وتدريب فرقة من أطفال شهرزاد، كما نحضر لمهرجان يحمل اسم الجولان في عيوننا في أواخر الشهر القادم، ويتم التحضير لتقديم أعمال في أوروبا تمثّل الفرقة فيها سوريا في الخارج وهو قيد الدراسة الآن، ونحاول دائماً أن نصبغ أعمالنا بصبغة التراث والحضارة السورية من خلال إضافة ثقافات جديدة كالرقص الشركسي أو الأرمني وغيرها".

يذكر أن فرقة شهرزاد انطلقت في الشهر الثاني من عام 2016 وتضم 45 شاباً وشابةً يقدمون فناً من نوع آخر.