2022 Oct 31

كثافة الواجبات المنزلية لطلاب الابتدائي ترهق الأمهات والطلاب

تبدأ “أم ميار” (45 عاماً) متابعة واجبات ودروس أولادها الثلاثة في المرحلة الابتدائية عند الساعة الرابعة وتستمر حتى الساعة التاسعة، ما يشكل ارهاقاً وتعباً لها ولأولادها كما قالت لتلفزيون الخبر

وتضيف “أم ميار” : “أنا كسيدة عاملة، أعود للمنزل عند الساعة 3.30 يوميا وريثما أجهز الغداء عالسريع، أبدأ متابعة واجبات أولادي الثلاثة والتي غالبا ماتكون كثيفة لايمكن إنهاءها قبل الساعة التاسعة”

وتكمل “أم ميار” والتي تسكن بجوار مدرسة أولادها في منطقة جرمانا:”ميار في الصف الثالث الابتدائي وعندما يكون لديه خمس حصص تشمل مادتي الرياضيات والعربي، تكون الواجبات كثيرة ومتعبة للطفل الذي لم يعد لديه وقت كاف للعب أو التسلية قليلا ،حيث لاينسق المعلم الأساسي مثلا مع مدرس اللغة الانكليزية عند اعطاء الواجبات المنزلية”

تشمل مادة اللغة الانكليزية بكتابيها على مقاطع وكلمات جديدة كثيرة للحفظ حتى الاهل يحتاجون محرك بحث لإيجادها حسب تعبير “رانيا محمود” لتلفزيون الخبر

وتتابع “رانيا” الأم لطفلين في المرحلة الابتدائية وطفل في المرحلة الإعدادية :” مادة اللغة الانكليزية تحتاج إلى ثلاث ساعات دراسة بالنسبة لطالب واحد ذو مستوى جيد،حيث كل كتاب هذا العام يحوي مقاطع ومفردات جديدة للحفظ وهي مفردات ليست سهلة حتى على أيامنا لم نأخد هكذا كلمات حتى الصف التاسع”.

وتكمل “رانيا” شارحة معاناتها مع الوقت المتبقي لمتابعة الواجبات المدرسية :” دوام أولادي بعد الظهر وحمزة في المرحلة الإعدادية ولا أستطيع متابعة دروسه بسبب ضغط الوقت بالنسبة لأخوته الأصغر ،حيث يحتاج كل واحد منهم إلى أكثر من ثلاث ساعات لحل وظائفهم اليومية من عربي ورياضيات وغيرها”.

واعتبرت “سهير” (35 عاماً) أنّ الأمر نسبي يعود حسب المعلم المسؤول فهنالك معلم يقدر أنه أعطى واجب رياضيات ،فلا يقوم بإعطاء واجب عربي والعكس صحيح

وأضافت “سهير” التي تسكن في حي الزهراء بمحافظة حمص :”معلمة ابنتي تقول أنّ الواجب يمكن حله في المدرسة ولاداعي لإعطاء واجبات كثيرة للمنزل ،حيث تقدر أن الطفل بحاجة لوقت حتى يلعب ويحضر لدروس الغد”.

وتعاني “ميساء” (40 عاماً) من ضعف مستوى ابنتها في الصف الثاني الابتدائي ،حيث تقضي ثمانية ساعات وهي جالسة تتابع دروس ابنتها ووظائفها المنزلية ورغم ذلك تتأخر في تحضير دروس اليوم كما عبرت لتلفزيون الخبر

و تكمل ” لايوجد تنسيق في برنامج المدرسة فهنالك يوم فيه رياضيات وعربي مع الانكليزي ويوم يوجد فيه ثلاث حصص ترفيهية كالموسيقا والرياضة”.

وتضيف “ميساء” التي تدرس ابنتها في إحدى مدارس مدينة “جبلة” :”لذلك اضطر في أغلب الاحيان عند وجود يوم المواد الكثيفة أن ألغي الطبخ في المنزل ،حتى اتفرغ لدراسة ابنتي فلايمكن اللحاق بوظيفة الرياضيات التي تشمل تدرب وتحقق ووظيفة العربي التي تحوي املاء وحفظ نشيد بالاضافة لمتابعة تمارين الدروس “.

ترسل “صفاء” (40 عاماً ) ابنتها لمدرس خاص يتابع واجباتها المنزلية وبالأخص مادة اللغة الانكليزية “لعدم قدرتي على تعليمها بسبب المنهاج المكثف والصعب” .

وأضافت “تبقى ابنتي مالايقل عن الثلاث ساعات عند المدرس الخاص الذي يقوم بمتابعة جميع دروسها المنزلية وغالبا يكون الوقت حسب راحة المدرس ،مما يعرض ابنتي للإرهاق والتعب والتشتيت بين المدرسة والمدرس الخاص”.

من جهة أخرى يأتي المدرس الخاص إلى منزل “علياء” لمتابعة دروس طفليها التوأم رغم قدرتها على تدريسهم لكن عملها الخاص المسائي لايتيح لها الوقت لمتابعة دروسهم الكثيفة والتي تحتاج إلى خمس ساعات كحد أدنى.

وتقول علياء :”لايراعي المعلم وقت الأمهات العاملات ووجهد الأطفال في المدرسة وبعدها حيث لايخلو يوم من واجبين منزليين أو أكثر حسب البرنامج”.

وقال المعلم محمد فطوم ” إذا أردنا أن نعالج الموضوع فالمناهج المطورة تقول أنّه يجب التركيز على أنّ واجبات التلميذ معظمها بالصف وللمنزل يوجد واجب بسيط وهذا يعود لتفكير المعلم او المعلمة”

وتابع “فطوم” يوجد معلمون يقولون أنّه إذا لم يحل التلميذ بالبيت لن يدرس وسيعوضها باللعب ويوجد آخرون يقولون أنّه مثلا إذا أخذنا واجب منزلي بالرياضيات فلن أعطي وظيفة بالعربي بالمختصر لايوجد قاعدة ثابتة الامر يعود لتفكير المعلم”.

وختم “فطوم” تلعب توجيهات الادارة والموجه المسؤول عن المدرسة دور كبير جدا في توجيه المعلمين على تقليل الواجيات المنزلية”

يشار أنه في ظل كثافة الواجبات المنزلية لطلاب الابتدائي مع المنهاج المطور أصدرت وزارة التربية مؤخرا تعميما يقضي بإضافة لعبة البيسبول لحصة الرياضة لرفع لياقة التلاميذ

 تلفزيون الخبر

خاص