كيف أضاء حريق نوتردام على قلب لوزة بإدلب
الساعة 25- أسامة ياسين
بعد حريق نوتردام الذي اندلع بالكاتدرائية وسط باريس في ١٥ نيسان سُلط الضوء على موضوع مهم وهو من أين استوحى بناء هذه الكاتدرائية ؟
إنها كنيسة قلب لوزة في ادلب "مصدر الإلهام".
تعتبر كنيسة قلب لوزة من أبرز الكنائس البيزنطية في سورية، تعود إلى القرن الخامس الميلادي، وهي الصرح الهندسي الذي استوحى منه معماريون كثر بناء كنائس وكاتدرائيات في أوروبا، وهي من الطراز البازليكي، وفق المديرية العامة للأثار والمتاحف السورية.
تقول خبيرة التراث في الشرق الأوسط ديانا دارك أن كنيسة قلب لوزة "تعد المثل الأقدم للهندسة المعمارية التي تقوم على واجهة مؤلفة من برجين يفصلهما مدخل مقنطر، عرفت لاحقا بالعمارة الرومانسكية".
وتضيف دارك أنه خلال تلك الفترة "كان التجار والرهبان والحجاج يتنقلون بكثرة بين هذه المنطقة وأوروبا، لذا ليس مفاجئاً أن تجد هذه الهندسة المعمارية طريقها تدريجياً إلى أوروبا ".
من جهته، كتب الباحث في التاريخ فايز قوصرة إن "الفن المعماري في كنيسة قلب لوزة يفوق الكنائس الأخرى في المنطقة جمالاً، فمن يتعمق في تاريخ الفن القوطي وخصوصاً القوطي الكنسي يجد أن هذا الطراز المعماري قد انتقل من سورية إلى أوروبا ، مضيفاً أن أكبر إثبات على ذلك هو كاتدرائية نوتردام، حيث التشابه في الواجهة والبرجين والسقف الخشبي، وقد أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) في العام 2011 على لائحتها للتراث الإنساني المهدد بالخطر.
وفي لقاء مع أحد أبناء قرية قلب لوزة ، وهو من اللذين نزحوا إلى السويداء بعد اندلاع الحرب يقول:
"عدد سكان القرية حوالي 2500 نسمة قبل الأحداث يعمل أغلبهم بزراعة الحبوب والزيتون ، وقد عانت القرية من الإرهاب حيث قتلت جبهة النصرة في مجزرة مروعة بتاريخ 20 -حزيران- 2015 /24/ مدنياً أعزل بينهم ستة شيوخ، ونزح العديد من سكانها حالياً جراء الحرب الدائرة إلى ريف دمشق ومحافظة السويداء، ومن أهم ما يميز قلب لوزة وجود الكنيسة الأثرية، مشيراً إلى أن "صورتها أيضاً مطبوعة على إحدى صفحات جواز السفر السوري، متمنياً أن تنتهي هذه الحرب بأقل الخسائر".
ونتمنى نحن أن تبقى آثارنا شاهدة على حضارتنا، مع العلم أن في سورية الكثير من المواقع الأثرية النادرة والتي تفوق بجمالها وعظمتها كثير من الآثار العالمية وهي شبه منسية وبحاجة للاهتمام والرعاية والتركيز الإعلامي عليها.