لباسٌ موحد للمدرسين .. تجربةٌ تطلقها مدرسة في السويداء فهل تعمم؟؟
الساعة25-مجدي معروف:
باللون الكحلي المميز والأنيق وحّدت معلمات مدرسة الشهيد رائد ثامر العقباني في بلدة قنوات لباسهن داخل المدرسة، في مبادرةٍ حضارية تعكس مدى رغبتهن في إيصال فكرة "أن المعلم هو القدوة الأولى والأخيرة لطلابه"، هذه الفكرة التي لطالما احتاجتها مدراسنا بعد أن اجتاح اللباس المزركش والمكياج الكثيف أروقة المدارس لتظهر بعض المدرّسات بأبهى حلة أمام زميلاتهن وطلابهن.
عن هذه المبادرة تحدثت مديرة المدرسة أنعام الحلبي للساعة25 بالقول: "أثمرت هذه التجربة الأولى من نوعها في تغيير سلوك كل فرد من أفراد مدرستنا ذكوراً وإناثاً، وأصبحنا نرى أن الفوارق بين المدرس والطالب بدأت تتلاشى، وأن عنصر التحفيز لتكون الأميز والأفضل يخيم على أجواء مدرستنا.
وتابعت الحلبي وجدنا في توحيد لباس المدرسين تخفيفاً للعبء المادي على المدرس، كما يساهم في تعزيز النظام والالتزام عند الطالب، طالما أنه يؤثر إيجاباً داخل الصف من خلال تثبيت تركيز الطلاب على دروسهم لا على لباس معلميهم.
وأكدت الحلبي أن المدرسة من خلال صندوق إعانة الطلاب الذي تدعمه الفعاليات الاجتماعية في قرية قنوات تساهم في تخفيف العبء المادي على بعض الطلاب، حيث نقوم بتقديم اللباس المدرسي لمن يحتاجه من الطلاب، وبذلك نكون قد ساهمنا ولو بشكلٍ بسيط في تطبيق نظام اللباس المدرسي الموحد.
أما الطالبة مايا غرز الدين التي أدهشها تواضعُ معلماتها ومظهرهن الحضاري اللائق الذي ترك الانطباع الجيد عند طلاب الثانوية تؤكد أن هذا المبادرة تحفزهم على الانضباط والتقيد باللباس طالما بدأت المعلمات به، وهذا ما يحملنا كطلاب المسؤولية تجاه مدرستنا أيضاً.
وعن الأثر الإيجابي الذي تركته هذا التجربة عبرت مدرسة اللغة الفرنسة رانيا منذر عن فخرها واعتزازها بزميلاتها اللواتي ساهمن بتكريس هذا الفكر، متمنيةً أن تعمم التجربة في مدرستها أيضاً، وأن تأخذ وزارة التربية على عاتقها العمل على تثبيت هذا المفهوم، وإيجاد السبل المناسبة لتعميم الفكرة في مدارس القطر كافةً.
بدورها مديرية التربية في السويداء أثنت على جهود المدرسين في خلق هذه الأفكار التي تساهم بترسيخ مفهوم النظام والانضباط داخل مدارسنا، باعتبار أن المدرس هو القدوة الأولى للطلاب.