"للنساء فقط" نون النسوة تثبت وجودها في عالم المشاريع
الساعة25- لينا الخطيب:
القائمون على المشاريع الاقتصادية حريصون على تلبية ما تحتاجه وترغبه المرأة وهذا ليس بغريب فهي المحرك الأساسي للسوق الشرائية بشكل مباشر أو غير مباشر وتعتبر مرتكزاً هاماً في الحياة الاقتصادية، فكيف الحال عندما تفكر المرأة بمشاريع خاصة بالمرأة.
أفكارهن المميزة والفريدة جعلت من المشاريع الخاصة بالنساء مشاريع ناجحة في السويداء، تقول سهير أبو حمدان صاحبة مغسل ومشحم السيارات الخاص بالنساء والأول من نوعه في سوريا: "مغسل النمر هو مشروع مشترك مع زوجي الذي يشرف على القسم الخاص بسيارات الرجال، يتميز مغسل سيارات السيدات بوجود كادر عمل نسائي وهو مجهز بآلات حديثة سهلة الاستخدام وكاميرات مراقبة مع وجود غرفة انتظار مريحة للسيدات، وقد جاءت الفكرة تلبية لحاجة العديد من النساء بسبب الصعوبات والإحراجات في المغاسل العامة".
وتسعى أبو حمدان من خلال هذا المشروع إلى توفير فرص عمل للنساء وتتحدث عن خططها المستقبلية في التوسع لافتتاح قسم خاص بميكانيك السيارات وتوفير فرص عمل لخريجات الهندسة الميكانيكية والكهربائية.
كثيرة هي المشاريع التي خصصت للنساء منها مركز بلان لدعم المرأة والطفل، تقول مديرة المركز هديل بلان: "خصص هذا المركز بكافة نشاطاته للمرأة وطفلها حيث يعتبر مكاناً آمناً لهما تستطيع السيدة البقاء فيه لعدة ساعات وتتوفر فيه جميع الأنشطة الترفيهية التي تهمها وتضيف: تتحمل المرأة أعباء كبيرة في هذه الظروف لذلك لابد من دعمها نفسياً وجسدياً ورفع روحها المعنوية.
ومن المشاريع التي لاقت استحسانا من قبل السيدات كافيه "Eve" والتي تأخذ طابع المنزل الحميم كما تقول هبة حاتم صاحبة المشروع وتضيف: جاءت الفكرة بسبب طبيعة الأماكن العامة التي تقيّد حرية النساء، eve هي المكان المناسب لها لتكون على طبيعتها دون تكلف ودون القلق من حكم المحيط.
وترى حاتم أن مشروعها أثبت نجاحه اقتصادياً بوجود عدد من الزبائن الدائمين، ومعنوياً حيث تلجأ النساء إلى هذا المكان عند الحاجة للدعم والمساندة على كافة الصعد ولطرح أفكارهن وإقامة مشاريعهن والاحتفال بمناسباتهن الخاصة.
لتوصيف هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها توجهنا بالسؤال إلى الدكتور لبيب عريج أستاذ علم النفس الاجتماعي في كلية التربية فقال موضحاً:
"من الطبيعي أن تميل النساء إلى الجلسات الخاصة بين بعضهن نتيجة التكوين الفيزيولوجي لهن وقوة شعورهن المتبادل ببعضهن واشتراكهن بالمشاعر والأحاسيس، فإذا كان وجود هذه الأماكن الخاصة يلبي حاجة لدى السيدات وارتيادهن ناتج عن رغبة وحرية شخصية فهو أمر إيجابي وجيد، وفي حال أن وجود هذه الأماكن جاء رد فعل لعدم توافر الراحة والاحترام والأمان في الأماكن العامة فهناك إشكالية بالأماكن العامة يجب معالجتها، أما إذا كان وجود هكذا أماكن مسبوق بتفكير يعتمد التمييز والتفريق بين الذكور والإناث فهو أمر خطير، فبالرغم من ضرورة احترام خصوصية كلا الطرفين يبقى التخوف من أن يصبح للرجل والمرأة نشاطاتهم الخاصة والمنفصلة وهذا ينافي طبيعية الحياة القائمة على الثنائية بين الذكر والأنثى، إذ يجب البحث عن القواسم المشتركة بينهما ليكونا أكثر قرباً وفهماً للعلاقة المشتركة، وبطبيعة الحال عندما يتشارك الزوجان مع بعضهما البعض النشاطات كافة بما فيها الترفيهية سيكون التوجه الفردي للأماكن الخاصة أقل".
رغم أن بعض هذه المشاريع لم يأتِ عن دراسة اقتصادية جادة إلا أنها حققت نجاحاً ولبت رغبة مجتمعية لكن خروج هذه الظاهرة من نطاق المميز والفريد والنادر لتتحول إلى ظاهرة عامة أمر يستدعي الدراسة والمعالجة.