مبادرات مجتمعية في السويداء "للاستثمار في الإنسان" كصناعة مستقبل
السويداء25- سهيل حاطوم:
انطلاقاً من أهمية التعليم والتدريب اللذين يشكلان المفاتيح الأساسية للنجاح في سوق العمل ومواجهة ما يتعرض له الشباب من تحديات تتمثل في البطالة والتفاوت في الفرص في سوق العمل وقلة عدد الوظائف التي لا ترقى إلى مستوى طموحاتهم فقد أقرت الجمعية العامة للأم المتحدة اعتبار الخامس عشر من تموز من كل عام يوماً عالمياً لمهارات الشباب لإذكاء الوعي العام بأهمية الاستثمار في المهارات الإنمائية للشباب.
وخلال السنوات القليلة الماضية بدأت الكثير من الجمعيات الخيرية والأهلية بالتركيز على الجانب التنموي باعتبار أن تعليم طالب أو تطوير مهارات شاب يعتبر مسألة أكثر أهمية من منحه سلة غذائية يكون مفعولها مؤقت ولأيام محدودة.
وشهدت الفترة الماضية تطوراً ملحوظاً وتحولاً ملفتاً في نظرة الجمعيات الأهلية لمفهوم التنمية التي تركز على أن الشباب هم الأساس في عملية التنمية حيث تحول العديد من تلك الجمعيات في عمله من الجانب الخيري إلى التنموي تطبيقاً للمثل القائل لا تطعمني السمكة بل علمني كيف أصطادها.
وبالرغم من عدم وجود جمعيات أهلية متخصصة بالشباب كشريحة بعينهم في محافظة السويداء إلا أن عدداً من الجمعيات والجهات الأهلية كان له دور فاعل في دعم شريحة الشباب وتنمية مهاراتهم وتوفير فرص عمل لهم، ومن بينها دائرة العلاقات المسكونية والتنمية التي بدأت في عام 2014 ببرنامج المنح للجمعيات والمنظمات الأهلية، وبرنامج المبادرات المجتمعية للمفوضية والذي تم من خلاله تنفيذ 15 مبادرة مجتمعية في السويداء وإنشاء مراكز تنمية في مدينتي السويداء وشهبا بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية ودائرة العلاقات المسكونية.
ومن بين المبادرات التي كان لها دور هام في توفير فرص عمل لشريحة الشباب برنامج مشروعي الذي أطلقته الأمانة السورية للتنمية والذي بدأ في محافظة السويداء عام 2011 عبر مسارين الأول إنتاجي والثاني تعليمي واستفاد منه حتى تاريخه أكثر من 17 ألف شخص جلهم من الشباب في 127 قرية على مستوى المحافظة.
ومن بين الجمعيات الأهلية التي كرست جل عملها للشباب جمعية الرواد بالسويداء وتعمل على مساعدة الطلبة المتفوقين والمحتاجين لإكمال تعليمهم الجامعي، وجمعية شباب مياماس الخيرية التي تقدم عدداً من المنح المادية للطلبة الجامعيين وحصلت مؤخراً على منحة من دائرة العلاقات المسكونية لإقامة مراكز تدريب فنية ومهنية لتنفيذ دورات لشريحة الشباب في مجالا ت مختلفة، والعديد من الجمعيات التي تقدم التدريب والتأهيل المجاني بجهود متطوعيها فقط ومنها جمعية عطاء.
يذكر أن العام الماضي شهد ملتقى التنمية والشباب في السويداء الذي أقامته الغرفة الفتية الدولية وخصص جلسات حول الشباب والتنمية المستدامة.