2022 Apr 05

معاينة الطبيب ثمن 2 كيلو برغل !!!

الساعة 25:طلال ماضي

وصلت معاينة الأطباء قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بين 5 آلاف ليرة في الأحياء الشعبية، و25 ألف ليرة في الأحياء الراقية، بالإضافة إلى 500 ليرة إكرامية الممرضة، والتي تطلبها بكل ثقة وكأنها تطلب حقاً لها .

وبعد العملية العسكرية وارتفاع الأسعار الجنوني أصبح بعض الأطباء وخاصة في الأحياء الشعبية يخجلون من تسعيرتهم 5000 ليرة، ويخجلون من رفعها إلى 10000 ليرة دفعة واحدة، ومن دون مقدمات ومبررات، وهم الساكنون بين أحضان الفقراء ويسمعون أنينهم وتخليهم عن زيارة الأطباء إلا في الحالات الشديدة وذات الخطورة المرتفعة.

بعض الأطباء أصبح يطلب أجور الكشفية ثمن 2 كيلو برغل فعندها يتقبل المريض طلب الطبيب بكل رضا ورحابة صدر، كون المبلغ المدفوع قياساً بالبرغل فهو قليل جداً ، وعندما كان سعر كيلو البرغل 2300 ليرة كانت المعاينة 5000 ليرة، واليوم يطلب الطبيب ثمن 2 كيلو برغل ويربط تسعيرته بتسعيرة البرغل فهو عادل بطلبه.

وللأمانة من الناحية المنطقية من حق الطبيب كون عمله خاص أن يربط أجرته بسعر كيلو البرغل، في حال حصل على الموافقة من وزارة الصحة أم لم يحصل، وبعض الأطباء المشتركين بالضمان كانوا يطلبون على كل معاينة 2000 ليرة إضافة إلى استخدام البطاقة، واليوم المريض من حملة بطاقات التأمين أمام أحد خيارين إما أن يُقرّش المعاينة على سعر كيلو البرغل ويدفع الفرق، أو أن يذهب بحال سبيله يبحث عن الأطباء المشتركين بالضمان، وسط قوائم غير محدّثة ولوحات دلالة في الشوارع لأطباء هاجروا البلد، وهجروا عناوينهم وأغلقوا عياداتهم، وغيروا مواعيد استقبال المرضى.

المشكلة ياسادة في وحدة قياس التضخم، فإذا حسبنا راتب الموظف من الفئة الأولى معلم مدرسة وراتبه 160 ليرة مع طبيعة العمل ثمن 50 كيلو برغل قبل العملية العسكرية في أوكرانيا، اليوم ارتفع ثمن هذه الكمية التي كان يشتريها المدرس أكثر من 100 ألف ليرة، فكيف سيعيش هذا المدرس، وكيف سيداوي أطفاله بثمن 2 كيلو برغل، هذه معادلة من الدرجة الأولى هل يستطيع الفريق الاقتصادي وجهابذة المستشارين من حلها، أو معرفة تداعيات الفشل في ضبط وحدة قياس التضخم لجميع الفئات في سورية؟!

 

خاص