مكبات القمامة العشوائية تغزو السويداء وتضرُّ بساكنيها
السويداء25- مجدي معروف:
تتزايد كمية النفايات المنزلية والصلبة المطروحة في محافظة السويداء وخصوصاً في ظل ازدياد عدد سكانها بعد قدوم عددٍ كبيرٍ من الوافدين إليها، ومعظم هذه النفايات يتم طرحها ضمن مكباتٍ عشوائية وغير نظامية ما يشكل أضراراً بيئية لقربها من التجمعات السكنية والحقول الزراعية إضافةً إلى إلحاقها أخطاراً صحية بالمواطنين نتيجة الغازات المنبعثة منها والروائح الكريهة بسبب تعرضها للحرق.
ومنذ أكثر من عشرة أعوام وإلى تاريخه ما زال الأهالي يعانون ويشتكون وجود هذه المكبات وما تسببه من مشاكل صحية لهم، ولكن دون إيجاد الحلول المناسبة من الجهات المعنية بالمحافظة، خاصة مع عدم إحداث خلايا الطمر المناسبة أو إدارة الخلايا الموجودة بشكل فعال والتي تحدّ من سموم حرق هذه النفايات، والخاسر الوحيد هو المواطن الذي يقطن بالقرب من هذه المكبات ولا يجد بديلاً لسكنه القاتل هذا.
حيث نوّه عددٌ من رؤساء البلديات لقرى عرى والرحى وعتيل وكناكر ممن تواصلت معهم "السويداء25" إلى ورود شكاوى عديدة ودائمة من قبل المواطنين بسبب وجود مكبات القمامة وما تسببه من أضرارٍ صحيةٍ وماديةٍ، مؤكدين ضرورة وجود مركز معالجة لإعادة تدوير النفايات واللجوء إلى الاستثمار في هذا المجال كونه حلٌ لهذه المشكلة ومشروع مربح بنفس الوقت، إضافةً إلى ضرورة عملية فرز النفايات التي تقلل من حجمها.
عمليات الحرق العشوائية والدخان الكثيف المنبعث من المكبات، تحدث عنها أحد المواطنين المتضررين نجيب العنداري والذي أكد ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض الصدرية، والأمراض التحسسية والجلدية بسببها، خاصة بين أطفال المدارس، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بالأراضي الزراعية المتاخمة لهذا المكبات.
وبدورها المواطنة رجاء المصابة بالربو هي وأطفالها عبّرت عن معاناتها من وجود مكب النفايات بجانب بيتها، وما يتسبب من أضرار صحية للأهالي، مشيرةً إلى أنها تضطر وأطفالها للذهاب بشكل متكرر للمشفى لتلقي جلسات رذاذ نتيجة إصابتهم بأمراض تنفسية، داعيةً إلى الإسراع بمعالجة وضع النفايات المكشوفة لما تنشره من أمراض، خاصة في فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة، وانتشار الحشرات.
ويبرز التلوث البيئي كأهم المشاكل التي يعاني منها مجتمعنا ومن هنا وجب التعاون بين الجهات المعنية والمواطنين الذين يجب أن يمتلكوا ثقافة بيئية أيضاً للمساهمة بالحد من الضرر الذي تحدثه النفايات.
يذكر أنه يوجد نحو 48 مكباً للنفايات في السويداء، كما تم إحداث خليتي طمر العام الماضي، وتبقى الآمال معلّقة لاستكمال برنامج إدارة النفايات الصلبة، وإنجاز المركز المتكامل لفرز ومعالجة النفايات المخطط له، وبانتظار تبني مبدأ تدوير النفايات والاستفادة منها.