مشفى شهبا.. كيف يداوي الناس وهو عليل ؟!!
الساعة_25:سهيل حاطوم
يبدو أن جرعة التفاؤل التي تلقاها أبناء محافظة السويداء عموماً وأبناء منطقة شهبا على وجه الخصوص بعد قبول مديرية صحة السويداء استلام مشفى شهبا من الجهة المنفذة قبل عدة أشهر سرعان ما تبدّدت في ظل عدم وضعه بالخدمة حتى تاريخه وعدم قدرة أي من المعنيين تحديد جدول زمني أوتاريخ معيّن لوضع المشفى على سكة الاستثمار الفعلي .
فالسنوات القليلة الماضية كانت حبلى بالتصريحات التي أطلقها الكثير من المسؤولين حول قرب وضع المشفى الذي بدأ العمل به في عام 2003 في الخدمة, إلا أن تلك التصريحات بقيت مجرد وعود لم يتحقق منها شيء نتيجة جملة من المعوقات التي شكلت حجر عثرة أمام إنجاز المشفى بشكل نهائي واستلامه وأبرزها تأخر توريد وإنجاز تركيب شبكة الغازات الطبية في المشفى و تهرب المتعهدين من التزاماتهم بعد توقيع خمسة عقود لتنفيذ هذه الشبكة خلال السنوات الماضية كان مصيرها الفشل.
اليوم وبعد مضي أكثر من ستة أشهر على استلام المشفى من قبل اللجنة المشكلة بتاريخ 8/11/ 2017 والتي طلبت في تقرير الاستلام حسم مبلغ /12,375/ مليون ليرة من الجهة المتعهدة وذلك بسبب عدم مطابقة جملة من الأعمال لدفتر الشروط , و توقيفات بحق تلك الجهة بقيمة / 184,789/ مليون ليرة لقاء عدم تنفيذ أعمال مدنية في مبنى المشفى وأعمال كهربائية وميكانيكية و صحية , وتحفظها على الأعمال غير المرئية والعيوب التي قد تطرأ خلال فترة الضمان البالغة مدتها سنة , فإن عملية وضع المشفى في الخدمة ما زال يعترضها العديد من المعوقات .
وبحسب مدير عام الهيئة العامة لمشفى شهبا الدكتور / غسان الحسين / فإن المعوقات التي تؤخر عملية وضع المشفى بالخدمة تكمن في ثلاث نواحٍ أساسية أولها التأخر في استكمال تنفيذ الأعمال الواردة في بنود التوقيفات من قبل الجهة المتعهدة والتي لحظتها لجنة استلام المشفى والتي كان من المفترض أن تنجز خلال مهلة /90 / يوماً إلا أن الجهة المتعدة لم تنفذ المطلوب منها خلال هذه المدة .
أما العائق الثاني وفقاً للدكتور / الحسين / فيتمثل بالنقص العددي في كادر المشفى الذي يفترض أن يكون ملاكه / 400/ شخص ما بين أطباء وممرضين وفنيين وإداريين وعمال من الفئتين الرابعة والخامسة إلا أن الكادر الحالي الذي تم ندبه أو تعيينه للعمل في المشفى لايتجاوز / 130/ بينهم نحو / 22/ طبيباً مقيماً وأخصائياً والباقي كادر تمريضي وإداري , بالإضافة إلى نحو /65/ شخصاً من العاملين من الفتين الرابعة والخامسة من الناجحين في الاختبار الأخير لصالح المشفى بحيث سيصبح العدد بحدود/ 200 / شخص أي ما يشكل نسبة 50 بالمئة من الاحتياج الفعلي من الكادر الذي يتطلبه المشفى .
ويشير الدكتور / الحسين / إلى أن العائق الثالث يكمن في عدم تحقيق عملية الاستقلال المالي والإداري للمشفى خلال العام الجاري والإبقاء على تبعيه لمديرية صحة السويداء بالرغم من كونه هيئة عامة وتأجيل عملية الفصل المالي والإداري حتى العام القادم الأمر الذي نجم عنه تأخير وروتين قاتل في تأمين ما يتطلبه العمل من مستلزمات وتجهيزات إدارية بالإضافة للتأخير في الكثير من التوريدات للمشفى من حيث الأجهزة والأثاث ومعدات العمل من فاكسات وطابعات و سواها فضلاً عن عدم فرز أي سيارة خدمة لصالح المشفى واضطرار العاملين الذين يداومون في المشفى منذ أكثر من خمسة أشهر للتنقل من وإلى المشفى على نفقتهم الخاصة .
ويلفت/ الحسين/ إلى أن منظومة الإسعاف في المشفى جاهزة إلى جانب العديد من التجهيزات الطبية والمعدات وجرى وضع برامج للعمل للأطباء والممرضين إلا أن قسماً هاماً من الأجهزة الطبية لم يتم تزويد المشفى بها حتى تاريخه من بينها جهاز الطبقي المحوري وجهاز الأشعة وجهاز دوبلر القلب والأوعية وجهاز للجراحة وجهاز الجراحة التنظيرية .
وأمام ما تقدم يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً , من يتحمل مسؤولية عدم وضع هذا الصرح الطبي الذي كلف مئات الملايين في الخدمة ؟!!, وإلى متى ينتظر أبناء المحافظة ومنطقة شهبا تحديداً ليستفيدوا من خدماته؟!!.