نحو مجتمع خالي من الاحتياج .. جمعية شهبا الخيرية باب لكل محتاج
الساعة 25- شذى حمشو:
هل يمكن تصور الواقع المرير الذي يعانيه الكثير من الأسر والأفراد محدودي أو معدومي الدخل خاصة وإن كان الواقع هو الاحتياج لأدوية أو عملية جراحية مستعجلة قد يؤدي التأخر بها إلى إنهاء حياتهم!! وهل يمكن تصور طالب يحرم من تعلميه أو طفل في أولى سنواته الدراسية يتوقف ذهابه إلى المدرسة على إمكانية شراءه القرطاسية أو الملابس المدرسية!!
نعم هناك العديد من اللذين حرمتهم الحياة الكثير من معانيها والأكثر من سبل العيش فيها لكن في عتمة الواقع هناك ضوء يلجؤون اليه إنه البيت الأول الذي يطرقه كل محتاج في مدينة شهبا.. إنها جمعية شهبا الخيرية التي تقدم العديد من المساعدات كتلبية احتياجات الطلاب والأسر الفقيرة التي ليس لديها مورد مالي، وتقديم الرعاية الصحية والخدمات الطبية، ولإتمام مهامها عملت الجمعية على تأسيس صيدلية وعيادة طبية خاصة بالجمعية يتواجد فيها طبيب مناوب يومياً لمدة ساعتين، إضافة إلى توفير الكراسي المتحركة والعكازات والمشايات المختلفة لذوي الاحتياجات الخاصة ومعظم مواردها من التبرعات والهبات ورسوم الاشتراك.
وفي حديث للساعة /٢٥/ مع الدكتور عدنان الطويل رئيس مجلس إدارة الجمعية قال: "هناك مقترح لمشروع تشاركي مع منظمة الصحة العالمية وبانتظار الرد من المنظمة بهدف تقديم خدمات طبية متنوعة تساعد أكبر قدر ممكن من المستحقين"
وبين أن هذه الخطوة ليست الأولى من نوعها في عمل الجمعية وإنما سبقها ثلاث مشاريع تم تنفيذها بتمويل من منظمة الصحة العالمية ، فكانت البداية في مشروع عام ٢٠١٤ بكلفة /١٠/ مليون، من ثم مشروع آخر عام ٢٠١٥ بكلفة /٢٠/ مليون، إضافة لمشروع عام ٢٠١٦ بكلفة /٣٠/ مليون ، وأشار إلى أن هذه المشاريع استهدفت الوافدين والمتضررين وغيرهم من المحتاجين إضافة إلى تواجد ثلاث أطباء يومياً خلال فترة تنفيذ كل مشروع .
وأضاف: " جمعية شهبا الخيرية هي الوحيدة في محافظة السويداء التي نظمت مشاريع تشاركية مع منظمة الصحة العالمية وليست المشاريع التشاركية وحسب ما قدمته المنظمة، وإنما قامت بإمداد الجمعية بمادة الأنسولين بكلفة /٤٠/ مليون خلال عام ٢٠١٥ وكان لهذه المبادرة أثرها الإيجابي الكبير على مستفيدي الجمعية، علما أن عدد المستفيدين بعمليات جراحية ممولة من قبل الجمعية بلغ تقريبا /٢٣٠/ مستفيد منذ تأسيس الجمعية إضافة إلى /١٠٦٥/ مستفيد بعمليات جراحية ممولة من المشاريع التشاركية مع منظمة الصحة".
وختم الطويل قائلاً: " يتم تجهيز مقر جديد للجمعية في حديقة الشهيد حيان الصحناوي وتهيئة مخبر طبي مجهز بكافة الأدوات اللازمة لتلبية إحتياج مستفيدي الجمعية.
يذكر أن جمعية شهبا الخيرية التي انطلقت في عام ٢٠٠٩ بقرار من وزارة الشؤون الاجتماعية برقم إشهار ١٦٥١ وتعتبر إحدى أهم الجمعيات الأهلية الفاعلة على مستوى المحافظة.
في النهاية مهما كان الواقع بائس والاحتياج غير محدود ،لا بد من وجود أفراد يحكمهم العطاء والانسانية للعمل على تغيير مجريات هذا الواقع الأليم لكثير ممن يعيشونه، وذلك بالأعمال الخيرية التي تعد عظيمة بأثرها وقدرتها على سد العوز إلى حد معين. والتي تشكل سمة حضارية بارزة ورافدا من روافد التنمية للمجتمعات التي تحرص على التكافل الاجتماعي . ولكن من جانب آخر يمكننا التساؤل هل تكفي هذه الأعمال وحدها لتلبية احتياج المستحقين؟ وهل العطاء خيارا لا واجب على كل مقتدر ماديا؟؟ وأيضا هل العوز والاحتياج الوحيد لديهم هو الخدمات الطبية والطلابية؟؟ أم أنهم محكومون بالعيش على قيد التنفس لا الحياة؟؟