الساعة 25- سهيل حاطوم:

عشقه لكل ما هو تراثي وجميل وشغفه بالرسم والتلوين الذي بدأ في سن مبكرة، بالإضافة إلى عمله في مجال الدهانات وديكورات الجبصين كل تلك العوامل صنعت من نسيب درويش ابن بلدة عرى فناناً أبدع عبر رحلته مع الفن التي تجاوزت العشرين عاماً مئات الأعمال الفنية التي زينت منزله ومنازل العديد من المواطنين في بلدته وخارجها.

فمنذ صغره كانت التحف الفنية ولوحات الخط العربي تسترعي انتباهه وتولد لديه إحساساً عميقاً بموسيقا الخطوط والألوان، وحين أصبح في المرحلة الإعدادية أبدعت أنامله الغضة العديد من الأعمال الفنية بالألوان الزيتية والمائية التي شارك بها في المعارض الفنية التي كانت تقيمها مدرسة بلدته بتشجيع من مدرس التربية الفنية /سمير درويش/ الذي اكتشف موهبته واهتم بلوحاته وكان يخصص له ولعدد من زملائه الموهوبين مرسماً خاصاً في المدرسة لصقل موهبتهم.

ويشير /درويش/ إلى أن الظروف لم تسمح له بتحقيق حلمه في الدراسة بكلية الفنون الجميلة إلا أنه عمل جاهداً على صقل موهبته في مجال فن الديكور من خلال الدراسة الأكاديمية في معهد الفنون التطبيقية ومركز المأمون بدمشق ليتوجه بعدها إلى العمل في مجال الدهان والديكور في سورية ولبنان، ومن ثم لصناعة التحف بمادة الجبصين عن طريق تصنيع التصميم المقترح يدوياً من مواد مختلفة /الفيبر كلاس - البلاستيك - السيليكون/ ليحولها إلى قوالب يستخدمها في صب مئات القطع الفنية المتشابهة من كل نموذج من مادة الجبصين ثم يطليها  بالألوان الخشبية والذهبية بطريقة التعتيق التي تضفي عليها رونقاً خاصاً.

ويكرس /درويش/ الذي يعمل حالياً في دائرة هيئات شاغلي الأبنية في محافظة السويداء جل وقته في أيام العطل وساعات المساء والليل لينفذ أعماله الفنية في مرسمه الصغير في منزله متحدياً كل الظروف المادية الصعبة ليحول أعماله إلى مجال يفيض به إحساسه ومصدر للعيش حيث تلقى تلك الأعمال رواجاً كبيراً وطلباً متزايداً من قبل الكثير من المهتمين من سورية ولبنان.

وتعكس الأعمال التي ينفذها /درويش/ البيئة المحلية التي ينتمي إليها وتتنوع بين لوحات الآيات القرآنية ومجسمات الطيور والحيوانات بالإضافة إلى العديد من الأعمال اليدوية مثل صناعة الورد من عجينة السيراميك والشجر الصناعي وصناعة الطرابيش باستخدام الكرتون وأطباق السيلوفان وتنفيذ مجسمات للشخصيات الكرتونية المشهورة من الجبصين لتزين غرف الأطفال.

يشار إلى أن الفنان درويش من مواليد عام 1970 وعمل رئيساً لديوان المحافظة خلال الفترة بين عامين 2014-2016.