يوسف ثابت يسدل الستار على مسرحية الحياة
الساعة 25- رنا ثابت:
لعلّ اختياره لمهنته الانسانية كمخدّرٍ ومنعشٍ قد تماهى مع عشقه للفن الذي عاشه وعايشه حتى نهايته الهادئة التي تشبهه تماماً، كان يقابل صحوة مريضه من التخدير ببسمةٍ تبعثُ الدفء والأمان في أعماقه، وعلى خشبة المسرح وقف كفارسٍ نبيل، أعطى الكثير وأخذ الكثير من المحبة والتقدير، إلى أن ترجّل مع ابتسامته التي لم تفارق وجهه .
يوسف ثابت ابن محافظة السويداء من مواليد 1949 ، عمل كفني تخدير في مشفى الشهيد زيد الشريطي الوطني في السويداء منذ أن أنهى دراسته عام 1974 وتابع العمل فيه لمدة 34 عاماً إضافة للعمل في العديد من المشافي الخاصة، حيث تفانى بعمله وأعطاه ما يملك من وقته وجهده حتى ضاهى بخبرته واحترافه أهم أطباء التخدير.
أما بداياته المسرحية كانت في نادي الفنون الجميلة في السويداء، حيث شارك بمسرحيتي "النسّاجون" و "من أجل فلسطين" ، ورغم يفاعته آنذاك تمكن من ترك بصمته الخاصة إلى جوار روّاد المسرح في المحافظة، وفي دمشق وخلال فترة دراسته تابع مسيرته المسرحية من خلال المسرح الجامعي وشارك بمسرحيتي "كيف تركت السيف" و "محاكمة الرجل الذي لم يحارب" مع مجموعة من المسرحيين الشباب آنذاك، وهم الآن نجوم الدراما السورية.
ومدفوعاً بحنينٍ جارفٍ إلى مسقط رأسه عاد ثابت إلى السويداء وساهم بتأسيس فرقة اتحاد عمال السويداء المسرحية مع مجموعة من عشاق المسرح في المحافظة حيث شارك بمسرحيات عديدة منها مسرحية "لا غنى عنه" و"أخوة ومش أخوة "و "أبيض وأسود" و"البرجوازي النبيل" و"وحش طوروس" مع المخرج طلال الحجلي.
وفي هذه الفترة شارك مع اتحاد شبيبة الثورة في المحافظة بأكثر من عمل مسرحي منها "جبل السنديان" مع المخرج وليد العاقل و"حكاية سفر" مع المخرج رفعت الهادي.
ومنذ تأسيس فرع المنطقة الجنوبية لنقابة الفنانين ساهم ثابت في معظم عروضها المسرحية منها عرض "إنسوهيروسترات" للمخرج الراحل عادل عبيد، كما ساهم بتأسيس فرقة محافظة السويداء المسرحية التي صار اسمها لاحقاً فرقة مديرية الثقافة للفنون المسرحية، وشارك في معظم عروضها المسرحية منها "حامد بيك" وقد حصل على تكريم لدوره المميز فيها ، ومسرحية "المفتش" و"الكابوس" و"حكاية ضيعة" و"بروفة" مع المخرج سمير البدعيش و" اسأل روحك" "هوى شرقي " مع المخرج معن دويعر.
في المسرح القومي كانت له إطلالة مميزة من خلال مشاركته بمجموعة من العروض المسرحية منها مسرحية " ظلال" مع المخرج معن دويعر ومسرحية "وهم" مع المخرج ثائر حديفة ومسرحية " كارول" مع المخرج جمال محسن وكانت هذه المسرحية آخر عمل مسرحي شارك به قبل رحيله بأيام.
وعلى صعيد الشاشتين الصغيرة والكبيرة فقد شارك بمسلسلات تلفزيونية متعددة منها "مسلسل رقصة الحبارى "من إخراج يوسف رزق ومسلسل "الطويبي" من إخراج باسل الخطيب و"فرصة العمر" من إخراج عزام فوق العادة و"إخوة التراب" و "سقف العالم" و "وحدن" مع المخرج نجدت أنزور.
في السينما شارك بمجموعة من الأفلام منها فيلم "الهوية" من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وإخراج غسان شميط ، فيلم "عرض طارئ " إنتاج شركة البازلت، تأليف معن دويعر وإخراج قصي العيسمي ، وفيلمي "أبو صابر" و"بنت القليب" من إخراج وليد العاقل ، و"عالم صغير" من تأليف وإخراج معن دويعر.
رحل يوسف ثابت في الثالث والعشرين من الشهر الأول لهذا العام، كنسمة ربيعيّةٍ كان، وكزهرةٍ يفوح عطرها كانت مسيرته على خشبة المسرح وعلى مسرح الحياة.