2019 Jul 25

25 تموز ..عام على الانتصار  ولم يصل أي مبلغ لإعادة الإعمار 

الساعة_25:سهيل حاطوم
قبل نحو عام وفي الخامس والعشرين من تموز سقط  على صخرة صمود السويداء أحد أكبر المخططات التي حاولت النيل منها حين تصدى أبناؤها  بكل بسالة لهجوم قطعان داعش محققين الانتصار على مغول العصر فكتبوا بدماء الشهداء حكاية مع الصمود حتى آخر رمق.
ورغم حجم الهجوم الإرهابي الغادر على قرى الريف الشرقي للمحافظة وقريتي السويمرة والمتونة والتفجيرات الإرهابية التي استهدفت مدينة السويداء, إلا أن أبناء المحافظة و بدعم من الجيش العربي السوري تمكنوا من استيعاب الهجوم وتطهير كل القرى والبلدات التي دخلها إرهابيو داعش خلال ساعات معدودة, مؤكدين بأن أرض جبل العرب  كانت وستبقى مقبرة لكل غاز ومعتد.
 و في هذا اليوم قدمت محافظة السويداء بمختلف مدنها وقراها كوكبة من أبنائها الذين هبوا  دفاعاً عن الأرض والعرض, حيث بلغ عدد الشهداء /240/  شهيداً ,بينهم في الشبكي/ 63/ والشريحي /37/ ودوما/ 21/ ورامي/20/ ومدينة السويداء /17/ وطربا/ 6 / والمتونة/ 6 / والغيضة / 5 / والسويمرة / 4/ والمزرعة / 4/ والرحى / 4 / والكسيب/ 3/ وسالة / 3 / وشهبا / 3 / , وشهيدين في كل قرية من قرى /العجيلات – نمرة - ريمة اللحف – قنوات- عتيل - المجيمر – الدور- تعارة, ومدينة صلخد ,وشهيد في كل قرية من قرى / بوسان – اسعنا – الرشيدة – طليلين – الحريسة  – الكفر- عرى- كناكر- الهويا- العفينة- عرمان- عنز – ملح – الجنينة- أم الزيتون – عريقة / و10/ شهداء من خارج المحافظة من أبناء جرمانا وقرى جبل الشيخ. 
وخلال عام مضى على أحداث 25 تموز فقد شهدت قرى الريف الشرقي للمحافظة زيارات عديدة للكثير من المسؤولين الذين قدموا وعوداً لأبناء تلك القرى بالدعم المادي والمعنوي وإقامة المشاريع التنموية, إلا أنه  لم يتحقق أي شيء من تلك الوعود على أرض الواقع ولم يتم تنفيذ أي مشروع تنموي بالرغم من الإعانات التي وافقت وزارة الإدارة المحلية على تقديمها, بالإضافة لحجم التبرعات التي قدمت والتي لم تستثمر في أي مشروع أو معمل يعود بالنفع على أبناء تلك القرى .
ومن أبرز تلك الوعود ما صرّح به وزير التجارة الداخلية السابق منتصف آب العام الماضي عن استعداد الوزارة لإقامة مشروع تنموي في قرى المنطقة الشرقية بعد تجهيز قطعة أرض بمساحة 100 دونم وتخصيص الوزارة بها إلا أن هذا المشروع لم يجد طريقه للتنفيذ.
وبجردة حساب بسيطة لما قدّم خلال هذا العام وبناء على أرقام من مصادر مختصة, فقد وافقت لجنة إعادة الإعمار على تقديم إعانات بقيمة إجمالية بلغت /220 / مليون ليرة لإعادة إعمار ما دمره الإرهاب في تلك القرى والتي قدر حجم الأضرار فيها بنحو / 200 / مليون ليرة, إلا أنه لم يصل حتى تاريخه أي مبلغ من تلك الإعانات إلى المحافظة , بينها / 46/ مليون ليرة تم الموافقة عليها العام الماضي  لترميم منازل في قريتي الشبكي والشريحي والتعاقد على تلك الأعمال إلا أن المبلغ لم يتم تحويله من وزارة الإدارة المحلية للمحافظة , و/ 50 / مليون ليرة لفرش بقايا مقالع لتأهيل عدد من الطرق وجرى أيضاً التعاقد عليها ولم تصل للمحافظة.
أضف لذلك /124/ مليون ليرة جرى الموافقة عليها أيضاً كإعانة للمحافظة و لم تصل حتى تاريخه وهي مخصصة لتنفيذ أعمال الترميم والتأهيل في القرى المتضررة وإعادة تأهيل  وصيانة الطرق التي خربتها التنظيمات الإرهابية خلال هجومها على قرية الشبكي وما حولها وأعمال الترميم المطلوبة لمنازل المواطنين المتضررة من الهجوم الإرهابي في قرى / الشريحي- المتونة- طربا- السويمرة- الكسيب - غيضة حمايل/. 
وتعاني قرى المنطقة الشرقية التي تعرضت للهجوم الإرهابي من البطء في تنفيذ أعمال الترميم لمنازل المواطنين المتضررين, بالإضافة إلى عدم تحويل الوعود التي أطلقتها الجهات المعنية إلى مشاريع خدمية واستثمارية تسهم في تحسين الوضع المعيشي والخدمي لأهالي تلك القرى. 
وأمام ما تقدم من تضحيات وما تحتاجه تلك القرى من دعم لتحقيق استقرار أبنائها في أرضهم , فإن التساؤل الذي يطرح نفسه, أين هي وعود المسؤولين ولماذا لم تجد طريقها للتنفيذ؟؟ ولماذا لم يتم إنجاز أي مشروع تنموي على الأرض حتى الآن؟ ولماذا بقيت العديد من المنازل إلى اليوم بدون ترميم أو تأهيل ؟ أسئلة برسم المعنيين.

خاص