السويداء25- سهيل حاطوم:

شكلت تجارة المخدرات وتوزيعها على الشباب والمراهقين إحدى أبرز الظواهر التي عانت منها محافظة السويداء لاسيما خلال سنوات الأزمة الراهنة التي تعيشها البلاد، ما وفر المناخ الملائم لانتشار المخدرات وتهريبها عبر بعض المعابر والحدود بهدف تخريب المجتمع السوري.

ووفقاً لرئيس فرع مكافحة المخدرات في السويداء العقيد "أحمد المحمد" فإن انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات وتفاقمها خلال السنوات الماضية مرده إلى الظروف الراهنة التي شهدتها البلاد وما تركته من آثار سلبية ترافقت مع ازدياد الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها المجتمع، بالإضافة إلى التفكك والإهمال الأسري  ورفاق السوء والتدخين بين صفوف الشباب والذي يشكل البوابة الرئيسية لتعاطي المخدرات. 

وبيّن "المحمد" أن فرع مكافحة المخدرات في السويداء تمكن من إلقاء القبض على عشرات المتعاطين والمروجين وتجار المخدرات حيث وصل عدد الذين تم القبض عليهم منذ بداية العام الجاري وحتى تاريخه إلى /95/ شخصاً وجرى تنظيم /71/ ضبطاً بجرم التعاطي والاتجار بالمخدرات وترويجها، بالإضافة إلى مصادرة /86/ كيلو غراماً من مادة الحشيش المخدر، و/6450/ حبة ترامادول مخدرة تم ضبطها بحوزة أربعة أشخاص من مروجي المخدرات ممن تم القبض عليهم، وبينهم اثنان من جنسية غير سورية.

ويشير "المحمد" إلى أن أبرز العوامل التي تقف عائقاً أمام نجاح برامج التوعية في الوقاية من المخدرات  تتمثل في عدم إشراك الشباب في الإعداد لهذه البرامج، وتغلغل تجار ومروجي المخدرات بين صفوف المجتمع في ظل انتشار الحروب والأزمات، وتشتت جهود الجهات المعنية في مكافحة المخدرات، لافتاً إلى أنه يتم يومياً تسيير دوريات إلى المدارس ومتابعة ومراقبة البائعين الجوالين والمتمركزين بقربها وفي حال الشك بوجود شيء غير طبيعي يتم تفتيشهم مباشرة.

وأمام انتشار هذه الظاهرة الخطيرة والمدمرة للمجتمع لابد من توعية الشباب بالابتعاد عنها وبيان مخاطر تعاطيها والاتجار بها، ونشر الوعي حولها ضمن الأسرة وفي المدارس، وزيادة التوعية المجتمعية للحد والوقاية منها وتضافر جهود الجميع بهذا الخصوص ومراقبة تصرفات الأبناء بشكل دائم .

يشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قررت في 7 ديسمبر 1987 تحديد تاريخ 26 حزيران يوماً عالمياً لمكافحة استخدام المخدرات والاتجار غير المشروع بها، من أجل تعزيز العمل والتعاون لتحقيق إقامة مجتمع دولي خالٍ من المخدرات .